للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ذلك"، في رواية ابن أبي عمر، عن سفيان التالية عند مسلم: "قال أبو سعيد: فقمت معه، فذهبت إلى عمر، فشهدت وفي رواية أبي نضرة الآتية: "فقال أبو سعيد: انطلق، وأنا شريكك في هذه العقوبة وفي رواية بكير بن الأشجّ: "فقمت، حتى أتيت عمر، فقلت: قد سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول هذا".

قال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: لا تعارض بين هذه، وبين ما يأتي أن أُبي بن كعب أخبر عمر بذلك، فإنَّه يُحمل على أنَّ كلًّا منهما أخبره بذلك، أبو سعيد أوّلًا حين أتاه إلى منزله، وأُبَيّ ثانيًا لمّا اجتمع به عمر في المسجد، وهذا كله يدلُّ على شهرة الحديث عندهم، ومع ذلك فلم يعرفه عمر، ولا يُستنكر هذا، فإنَّه من ضرورة أخبار الآحاد. انتهى (١).

وقال في "الفتح": واتَّفَقَ الرواة على أن الذي شَهِد لأبي موسى عند عمر أبو سعيد، إلَّا ما عند البخاريّ في "الأدب المفرد" من طريق عُبيد بن حُنين، فإن فيه: "فقام معي أبو سعيد الخدريّ، أو أبو مسعود إلى عمر"، هكذا بالشكّ، وفي رواية لمسلم من طريق طلحة بن يحيي، عن أبي بُردة في هذه القصّة: "فقال عمر: إن وَجَد بينةً تجدوه عند المنبر عشيةً، وإن لَمْ يجد بينةً، فلن تجدوه، فلما أن جاء بالعشيّ وجده، قال: يا أبا موسى ما تقول؟ أقد وجدت؟ قال: نعم، أُبَيّ بن كعب، قال: عَدْلٌ، قال: يا أبا الطفيل - وفي لفظ له: يا أبا المنذر، ما يقول هذا؟ قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول ذلك، يا ابن الخطاب، فلا تكونَنَّ عذابًا على أصحاب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: سبحان الله، أنا سمعت شيئًا، فأحببت أن أتثبّت قال الحافظ: هكذا وقع في هذه الطريق، وطلحة بن يحيى فيه ضعف، ورواية الأكثر أَولى أن تكون محفوظةً.

ويمكن الجمع بأن أُبَيَّ بن كعب جاء بعد أن شَهِد أبو سعيد، وفي رواية عبيد بن حنين في "الأدب المفرد" زيادة مفيدة، وهي: أن أبا سعيد، أو أبا مسعود قال لعمر: "خرجنا مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يومًا، وهو يريد سعد بن عُبادة، حتى أتاه، فسلَّم، فلم يؤذن له، ثم سلَّم الثانية، فلم يؤذَن له، ثم سلَّم الثالثة، فلم


(١) "المفهم" ٥/ ٤٧٥ - ٤٧٦.