"الأدب المفرد"(١١١ و ١١٠٣)، و (أبو داود) في "الأدب"(٥٢٠٥)، و (الترمذيّ) في "السير"(١٦٠٢) وفي "الاستئذان"(٢٧٠٠)، و (النسائيّ) في "عمل اليوم والليلة"(١/ ٢١٢)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه"(١٩٤٥٧)، و (الطيالسيّ) في "مسنده"(٢٤٢٤)، و (أحمد) في "مسنده"(٢/ ٢٦٣ و ٢٦٦ و ٣٤٦ و ٤٤٤ و ٤٥٩ و ٥٢٥)، و (الطحاويّ) في "شرح معاني الآثار"(٤/ ٣٤١)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٥٠٠ و ٥٠١٩)، و (أبو نعيم) في "الحلية"(٧/ ١٤٠ و ١٤٢)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٩/ ٢٠٣) و"شُعَب الإيمان"(٦/ ٤٦١)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(٣٣١٠)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان تحريم ابتداء المسلم لليهوديّ والنصراني بالسلام؛ لأن ذلك أصل النهي، وحَمْله على الكراهة خلاف أصله، وعليه حَمَله الأقل، وإلى التحريم ذهب الجمهور من السلف والخلف، وسيأتي تحقيقه في المسألة التالية -إن شاء الله تعالى-.
٢ - (ومنها): أن مفهوم قوله: "لا تبدءوا" أنه لا يُنْهَى عن الجواب عليهم إن سلَّموا، ويدلّ له عموم قوله تعالى:{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}[النساء: ٨٦] وأحاديث: "إذا سَلَّم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم"، وفي رواية:"إن اليهود إذا سلّموا عليكم يقول أحدهم: السام عليكم، فقولوا: وعليك" وفي رواية: "قل: وعليك"، أخرجها مسلم.
٣ - (ومنها): بيان الأمر بإلجائهم إلى مضايق الطرُق؛ إذا اشتركوا هم والمسلمون في الطريق، فيكون واسعه للمسلمين، فإن خلت الطريق عن المسلمين فلا حرج عليهم.
قال الصنعانيّ رحمه الله: وأما ما يفعله اليهود في هذه الأزمنة مِنْ تعمّد جعل المسلم على يسارهم إذا لاقاهم في الطريق، فشيء ابتدعوه، لم يُرْوَ فيه شيء، وكأنهم يريدون التفاؤل بأنهم من أصحاب اليمين، فينبغي مَنْعهم مما يتعمّدونه من ذلك؛ لشدة محافظتهم عليه، ومضادّة المسلم. انتهى (١)، والله تعالى أعلم.