أخيه، من غير أن تزول عنه، قال القرطبيّ: وهو التنافس أيضًا. انتهى (١).
وهو حسن إذا كان في الأمور الدينيّة، فقد أخرج الشيخان عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا حَسَدَ إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا، فسلّط على هَلَكَته في الحقّ، ورجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها، ويعلّمها".
فالمراد بالحسد هنا هو الغِبطة، والله تعالى أعلم.
(وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ) بضمّ العين، وفتح الواو، وتشديد النون، والفاعل ضمير ابن مريم عليه السلام، يعني: أن عيسى عليه السلام يدعو الناس إلى المال، ليأخذوه.
[تنبيه]: ضبط "وليَدعُونّ" بما ذكر هو الذي ذكره النوويّ، ووقع في هامش بعض النسخ:"ولَيُدْعَوُنّ إلى المال" بالبناء للمفعول، فإن صحّ، فيكون نائب فاعله ضميرًا يعود إلى مقدّر، أي: وليُدعَى الناسُ … إلخ، والله تعالى أعلم.
(فَلَا يَقْبَلُهُ أَحَدٌ) لما قدّمناه من كثرة المال، وقِصَر الآمال، وعدم الحاجة، وقلّة الرغبة؛ للعلم بقرب الساعة، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجَّاج رحمه الله تعالى المذكور أولَ الكتاب قال: