للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لصاحبه وفي رواية ابن عيينة عنده: "فقال الذي عند رأسي للآخر وفي رواية الحميديّ: "فقال الذي عند رجلي للذي عند رأسي قال الحافظ: وكأنها أصوب، وكذا هو في حديث ابن عباس، عند البيهقيّ. (مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟) قال في "الفتح": كذا للأكثر، وفي رواية ابن عيينة: "ما بال الرجل؟ وفي حديث ابن عباس عند البيهقيّ: "ما ترى؟ "، وفيه إشارة إلى أن ذلك وقع في المنام؛ إذ لو جاءا إليه في اليقظة لخاطباه، وسألاه، ويَحْتَمِل أن يكون كان بصفة النائم، وهو يقظان، فتخاطبا، وهو يسمع، وأطلق في رواية عمرة، عن عائشة أنه كان نائمًا، وكذا في رواية ابن عيينة عند الإسماعيليّ: "فانتبه من نومه ذات يوم قال الحافظ: وهو محمول على ما ذكرتُ، وعلى تقدير حَمْلها على الحقيقة، فرؤيا الأنبياء وحيٌّ، ووقع في حديث ابن عباس عند ابن سعد بسند ضعيف جدًّا: "فهبط عليه ملكان، وهو بين النائم واليقظان". (قَالَ) الملك المسؤول: (مَطْبُوبٌ)؛ أي: هو مسحورٌ (١)، يقال: طُبّ الرجلُ بالضم: إذا سُحِر، يقال: كَنَوْا عن السحر بالطبّ تفاؤلًا، كما قالوا للَّديغ: سَلِيم، وقال ابن الأنباريّ: الطبّ من الأضداد، يقال لعلاج الداء: طِبّ، والسحرُ من الداء، ويقال له: طِبّ، وأخرج أبو عبيد من مرسل عبد الرَّحمن بن أبي ليلى: "قال: احتجم النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على رأسه بقرن حين طُبّ"، قال أبو عبيد - رَحِمَهُ اللهُ -: يعني سُحِرَ.

قال ابن القيم - رَحِمَهُ اللهُ -: بَنَى النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الأمر أَوّلًا على أنَّه مَرِضَ، وأنه عن مادّة مالت إلى الدماغ، وغلبت على البطن المقدَّم منه، فغيرت مزاجه، فرأى استعمال الحجامة لذلك مناسبًا، فلمّا أوحي إليه أنه سُحِر عدل إلى العلاج


(١) قال الأصفهانيّ في "دلائله": المطبوب: المسحور، وجُفُّ طلعة؛ أي: وعاء ثمر النخلة، والمشاقة: ما يُفتل منه الخيوط، والرعوفة: حجر يَجلس عليه الذي يدخل البئر، فيغرف الماء منها في الدلو، واللغة المعروفة: راعوفة، بألف، ونقاعة الحناء: ما ينقع فيه الحناء، فيتغير لونه، وقول عائشة - رضي الله عنها -: "فهلا تنشّرتَ؟ " من النُّشرة: أي: هلا حللت السحر الذي سُحِرت بعلاج، أو مداواة. انتهى. "دلائل النبوة" للأصبهانيّ - رَحِمَهُ اللهُ - ١/ ١٧٠.