للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ماء البئر، إما لطول إقامته، وإما لِمَا خالطه مما أُلقي فيه. انتهى (١).

وعند ابن سعد من مرسل عبد الرَّحمن بن كعب: أن الحارث بن قيس هَوَّر البئر المذكورة، وكان يستعذب منها، وحَفَر بئرًا أخرى، فأعانه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حفرها (٢).

(وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ) وفي رواية للبخاريّ: "وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين"، وفي رواية له: "نخلها كأنه رؤوس الشياطين"، قال في "الفتح": وفي رواية ابن عيينة، وأكثر الرواة عن هشام: "كأن نخلها"، بغير ذكر "رؤوس" أَوّلًا، والتشبيه إنما وقع على رؤوس النخل، فلذلك أفصح به في رواية الباب، وهو مقدَّر في غيرها، ووقع في رواية عمرة، عن عائشة: "فإذا نخلها الذي يَشرب من مائها، قد الْتَوَى سعفه، كأنه رؤوس الشياطين"، وقد وقع تشبيه طَلْع شجرة الزَّقُّومَ في القرآن برءوس الشياطين، قال الفراء وغيره: يَحْتَمِل أن يكون شبَّه طلعها في قبحه برؤوس الشياطين؛ لأنَّها موصوفة بالقبح، وقد تقرر في اللسان أن من قال: فلان شيطان أراد أنه خبيث، أو قبيح، وإذا قبحوا مذكَّرًا قالوا: شيطان، أو مؤنثًا قالوا: غُول، ويَحْتَمِل أن يكون المراد بالشياطين: الحيات، والعرب تسمي بعض الحيات شيطانًا، وهو ثعبان قبيح الوجه، ويَحْتَمِل أن يكون المراد: نبات قبيح، قيل: إنه يوجد باليمن. انتهى (٣).

(قَالَتْ) عائشة - رضي الله عنها -: (فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَفَلَا أَحْرَقْتَهُ؟) وفي الرواية الثانية: "قلت: يا رسول الله فأَخْرِجْهُ"، قال النوويّ: كلاهما صحيح، فطلبت أن يخرجه، ثم يحرقه، والمراد إخراج السحر، فدفنها رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأخبر أن الله تعالى قد عافاه، وأنه يخاف من إخراجه، وإحراقه، وإشاعته، ضررًا وشرًّا على المسلمين، من تذكّر السحر، أو تعلّمه، وشيوعه. انتهى (٤).

وفي رواية للبخاريّ: "قلت: يا رسول الله أفلا استخرجته؟ "، زاد في


(١) "المفهم" ٥/ ٥٧٣.
(٢) "الفتح" ١٣/ ٢١٢، كتاب "الطبّ" رقم (٥٧٦٣).
(٣) "الفتح" ١٣/ ٢١٣، كتاب "الطبّ" رقم (٥٧٦٣).
(٤) "شرح النوويّ" ١٤/ ١٧٧.