للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالكسر: قارورة الحجام التي يجتمع فيها الدم، وبالفتح موضع الحجامة، وهو المراد هنا، ذَكره بعضهم، قال في "الفتح": وإنما خصه بالذكر؛ لأن غالب إخراجهم الدم بالحجامة، وفي معناه إخراجه بالفصد. انتهى (١).

وقال الطيبيّ -رحمه الله-: قوله: "شرطة مِحْجم": "المِحْجم" بكسر الميم، هي الآلة التي يجتمع فيها دم الحجامة عند المصّ، ويُراد بها هنا الحديدة التي يُشْرط بها موضع الحجامة، والشرْطة فَعْلَةٌ، من شَرَطَ الحاجم يَشْرُطُ، من بابي ضرب، وقَتَلَ: إذا بَزَغَ، وهو الضرب على موضع الحجامة؛ ليخرج الدم منه. انتهى (٢).

(أَوْ) للتنويع، لا للشكّ، (شَرْبَةٍ) بفتح الشين المعجمة، وإسكان الراء، قال الجوهريّ: الشَّرْبةُ بالفتح من الماء: ما يُشرب مرّةً، والشَّرْبةُ أيضًا: المرّة الواحدة من الشرب. انتهى (٣). (مِنْ عَسَلٍ) بفتحتين، يُذكّر، ويؤنّث، وهو الأكثر، ومن التأنيث قول الشاعر:

بِهَا عَسَلٌ طَابَتْ يَدَا مَنْ يَشُورُهَا

ويُصغّر على عُسَيلة على لغة التأنيث ذَهَابًا إلى أنها قطعةٌ من الجنس، وطائفة منه، قاله الفيّوميّ -رحمه الله- (٤).

(أَوْ) للتنويع كسابقه، (لَذْعَةٍ بِنَارٍ") -بفتح اللام، وسكون الذال المعجمة، وبالعين المهملة- واللَّذْع: الخفيف من حرق النار، وأما اللَّدْغ -بالدال المهملة، وبِالْغَين المعجمة- فهو عَضّ ذات السمّ، قاله في "العمدة" (٥).

وفي رواية البخاريّ: "أو لذعة بنار توافق الدواء"، قال في "الفتح": فيه إشارة إلى أن الكيّ إنما يُشْرَع منه ما يتعيَّن طريقًا إلى إزالة ذلك الداء، وأنه لا ينبغي التجربة لذلك، ولا استعماله إلا بعد التحقّق، ويَحْتَمِل أن يكون المراد بالموافقة موافقة القَدَر. انتهى (٦).


(١) "فيض القدير على الجامع الصغير" للمناويّ ٣/ ٣١.
(٢) "الكاشف عن حقائق السُّنن" ٩/ ٢٩٥٤ بزيادة من "المصباح" ١/ ٣٠٩.
(٣) "الصحاح" ص ٥٣٨.
(٤) "المصباح المنير" ٢/ ٤٠٩.
(٥) "عمدة القاري" ٢١/ ٢٣٣.
(٦) "الفتح" ٦٦، كتاب "الطبّ" رقم (٥٦٨٣).