للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصديق الناجيّ في آخره: "فسقاه، فعافاه الله"، قاله في "الفتح" (١).

وقال في "العمدة": يقال: أَبْرَأُ من المرض بَرْءًا، بالفتح، فأنا بارئ، وأبرأني من المرض، وغير أهل الحجاز يقولون: بَرِئت بالكسر بُرْءًا بالضم، وقال الجوهريّ: يقول: برئت منك، ومن الديون، والعيوب، بَرَاءةً، وبَرِئت من المرض بُرْءًا بالضم، وأهل الحجاز يقولون: برأت من المرض بَرَءًا بالفتح، وأصبح فلان بارئًا من المرض، وأبرأه الله من المرض، وبرأ الله الخلق بَرْأً أيضًا؛ يعني: بالفتح (٢).

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١٦/ ٥٧٥٦ و ٥٧٥٧] (٢٢١٧)، و (البخاريّ) في "الطبّ" (٥٦٨٤ و ٥٧١٦)، و (الترمذيّ) في "الطبّ" (٢٠٨٢)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (٤/ ١٦٣ و ٣٧٠)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (٥/ ٥٩)، و (أحمد) في "مسنده" (٣/ ١٩ و ٩٢)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (٢/ ٤٥١)، و (عبد بن حُميد) في "مسنده" (١/ ٢٩٢)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٩/ ٣٤٤)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان كون العسل شفاء لمن استُطلق بطنه، بل لكثير من الأمراض المزمنة، ولقد أجاد الإمام ابن القيّم -رحمه اللهُ- حيث ذكر منافع العسل، فقال: والعسل فيه منافع عظيمة، فإنه جلاء للأوساخ التي في العروق، والأمعاء، وغيرها، مُحَلِّل للرطوبات أكلًا، وطلاءً، نافع للمشايخ، وأصحاب البلغم، ومن كان مزاجه باردًا رطبًا، وهو مُغَذٍّ مليّن للطبيعة، حافظ لقوى المعاجين، ولِمَا استُودع فيه، مُذهِبٌ لكيفيات الأدوية الكريهة، مُنَقٍّ للكبد، والصدر، مُدِرّ للبول، موافق للسعال الكائن عن البلغم، وإذا شُرِب حارًّا بدهن


(١) "الفتح" ١٣/ ١١٣، كتاب "الطبّ" رقم (٥٧١٦).
(٢) "عمدة القاري" ٢١/ ٢٣٤.