ومحمد بن الحسن، وجماعة سواهم، عن مالك، ولم يقولوا: عن أبيه، وقد جَوّده القعنبيّ، فروى عن مالك، عن محمد بن المنكدر، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، أن أخبره أن أسامة بن زيد أخبره، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"الطاعون رجزٌ … "، وذكر الحديث لعامر، عن أسامة، لم يقل فيه: عن أبيه، ولا ذكر أبا النضر مع محمد بن المنكدر، وسائر رواة "الموطأ" يجمعون فيه عن مالك أبا النضر، ومحمد بن المنكدر جميعًا، كما روى يحيى.
قال: وقد روى قوم هذا الحديث عن عامر بن سعد، عن أبيه، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وهو عندي وَهَمٌ، لا يصحّ، والله أعلم.
ثم ساق بسنده عن معمر، عن الزهريّ، عن عامر بن سعد، عن أبيه، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنه ذكر الطاعون، فقال:"وَجَعٌ أُرسل على من كان قبلكم. . ." الحديث، وهي الرواية السابعة في هذا الباب عند مسلم.
قال: وهذا مما حَدّث به معمر بالعراق، وأهل الحديث يقولون: إن ما حَدّث به معمر بالعراق من حفظه، لم يُقِمه، وأخطأ في كثير منه، والدليل على أن هذا مما أخطأ فيه -والله أعلم- ما حدثنا خلف بن قاسم، وساق بسنده إلى شعيب بن أبي حمزة، عن الزهريّ، قال: حدّثنا عامر بن سعد، أنه سمع أسامة بن زيد، وهو يحدّث سعد بن أبي وقّاص: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ذكر هذا الوجع، وساق الحديث بمعناه.
قال: وهذا هو الصحيح فيه لعامر عن أسامة، لا عن أبيه، والله أعلم.
قال: وقد رواه يزيد بن الهادي، عن محمد بن المنكدر، عن عامر بن سعد، عن أسامة، لا عن سعد، ثم ساق بسنده إلى يزيد بن عبد الله بن الهادي، عن محمد بن المنكدر، عن عامر بن سعد، عن أسامة بن زيد، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه ذُكِر الطاعون عنده، فقال:"إنه رجسٌ، أو رجزٌ، عُذِّبت به أمة من الأمم، وقد بقيت منه بقايا، فإذا سمعتم به بأرض، فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرض، وأنتم فيه، فلا تفروا منه"، فقال محمد بن المنكدر: فحَدَّثت هذا الحديث عمر بن عبد العزيز، فقال: هكذا حدثنيه عامر بن سعد.
وقد رواه عبد الحميد بن جعفر، عن داود بن عامر بن سعد، عن أبيه، عن جَدِّه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا وقع الطاعون بأرض، وأنتم بها، فلا