للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مشتقّ من ودَى الشيءُ: إذا سال، أفاده الفيّوميّ (١). (لَهُ عِدْوَتَانِ) -بضم العين المهملة، وبكسرها أيضًا، وسكون الدال المهملة-: تثنية عُدْوة، وهو المكان المرتفع من الوادي، وهو شاطئه.

وقال النوويّ -رحمه الله-: أما العدوة، فبضم العين، وكسرها، وهي جانب الوادي، والجدبة، بفتح الجيم، وإسكان الدال المهملة، وهي ضدّ الخصيبة، وقال صاحب "التحرير": الجدبة هنا بسكون الدال، وكسرها، قال: والخصبة كذلك. انتهى (٢).

(إِحْدَاهُمَا)، أي: إحدى العدوتين (خَصِيبَةٌ) بوزن عَظِيمة، كذا في النسخة الهنديّة، ووقع في بعض النسخ: "خَصِبَةٌ" بفتح الخاء، وكسر الصاد، وحُكي سكون الصاد، زاد في رواية معمر الآتية: "وقال له أيضًا: أرأيت لو أنه رَعَى الْجَدْبة، وترك الْخَصِبة أكنت مُعَجِّزه؟ -وهو بتشديد الجيم- قال: نعم، قال: فَسِرْ إذًا، فسار حتى أتى المدينة". (وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ) بفتح الجيم، وسكون الدال المهملة: خلاف الخصيبة، قال الفيّويّ -رحمه الله-: الجَدْبُ: هو الْمَحْلُ وزنًا ومَعْنًى، وهو انقطاع المطر، ويُبْسُ الأرضِ، يقال: جَدُبَ البلدُ بالضمّ جُدُوبَةً، فهو جَدْبٌ، وجَدِيبٌ، وأرض جَدْبَةٌ، وجَدُوبٌ، وأَجْدَبَتْ إِجْدَابًا، وجَدِبَتْ تَجْدَبُ، من باب تعب مثله، فهي مُجْدِبَةٌ، والجمع: مَجَادِيبٌ، وأَجْدَبَ القوم إِجْدَابًا: أصابهم الجدب، وجَدَبْتُهُ جَدْبًا، من باب ضرب: عِبْتُهُ. انتهى (٣).

(أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ) بفتح الراء، والعين المهملة، (الْخَصِبَةَ) بفتح، فكسر، أو بفتح، فسكون، (رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ؟ وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ؟ قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ) -رضي الله عنه-، وهو موصول عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- بالسند المذكور، (وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ)؛ أي: لم يحضر معهم المشاورة المذكورة؛ لِغَيْبته، (فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا)، وفي رواية: "لعِلْمًا"، بزيادة لام التأكيد.

قال الجامع عفا الله عنه: عزا في "الفتح" هذه الرواية إلى "صحيح


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٦٥٤.
(٢) "شرح النوويّ" ١٤/ ٢١٠.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ٩٢.