للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: ("تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْجِنِّ) وفي رواية البخاريّ: "تلك الكلمة من الحقّ" بمهملة، وقاف؛ أي: الكلمة المسموعة التي تقع حقًّا.

وقال النوويّ: قوله: (تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْجِنِّ) كذا في نُسخ بلادنا بالجيم، والنون؛ أي: الكلمة المسموعة من الجنّ، أو التي تصح مما نقلته الجنّ، قال: وذكر عياض في "المشارق" أنه رُوي هكذا، وروي أيضًا: "من الحقّ" بالحاء والقاف. انتهى (١).

وقوله: (فَيَقُرُّهَا (٢) فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، قَرَّ الدَّجَاجَةِ) قال النوويّ - رحمه الله -: قوله: "فيقرّها" هو بفتح الياء، وضم القاف، وتشديد الراء، و"قَرّ الدجاجة" بفتح القاف، والدجاجة - بالدال - الدجاجة المعروفة، قال أهل اللغة، والغريب: القَرّ: ترديد الكلام في أذن المخاطب حتى يفهمه، يقول: قَرَرْته فيه أَقُرّه قَرًّا، وقَرُّ الدجاجة صوتها إذا قطعته، يقال: قَرَّت تَقُرّ قَرًّا، وقَرِيرًا، فإن ردّدته قلت: قَرْقَرَت قَرْقَرَةً.

قال الخطابيّ وغيره: معناه: أن الجنيّ يَقذِف الكلمة إلى وليّه الكاهن، فتسمعها الشياطين، كما تُؤْذِن الدجاجة بصوتها صواحبها، فتتجاوب، قال: وفيه وجه آخر، وهي أن تكون الرواية كَقَرّ الزجاجة، تدلّ عليه رواية البخاريّ: "فيقُرّها في أذنه كما تقرّ القارورة قال: فذِكْر القارورة في هذه الرواية يدلّ على ثبوت الرواية بالزجاجة.

قال القاضي: أما مسلم فلم تختلف الرواية فيه أنه الدجاجة بالدال، لكن رواية القارورة تصحح الزجاجة، قال القاضي: معناه: يكون لِمَا يُلقيه إلى وليّه حِسّ كحسّ القارورة عند تحريكها، مع اليد، أو على صَفَا. انتهى (٣).

وقال في "الفتح": قوله: "فيقرها" بفتح أوله وثانيه (٤)، وتشديد الراء؛ أي: يصبّها، تقول: قررت على رأسه دلوًا: إذا صببته، فكأنه صُبّ في أذنه


(١) "شرح النوويّ" ١٤/ ٢٢٥.
(٢) وفي نسخة: "تلك الكلمة من الجنّ يخطفها، فيقرّها".
(٣) "شرح النوويّ" ١٤/ ٢٢٥ - ٢٢٦.
(٤) الظاهر أنه بضمّ ثانيه، كما تقدّم عن النوويّ، فتأمل.