كاليد، والرجل، والْغُلّ -بضم المعجمة، وتشديد اللام- واحد الأغلال، قال: وقد أطلق بعضهم الغُلّ على ما تُربط به اليد، وممن ذكره أبو علي القاليّ، وصاحب "المحكم"، وغيرهما، قالوا: الغُلّ جامعة تُجْعَل في العنق، أو اليد، والجمع أغلال، ويدٌ مغلولةٌ جُعِلت في الغلّ، ويؤيده قوله تعالى:{غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ}[المائدة: ٦٤]، كذا استشهد به الكرمانيّ، وفيه نظرٌ؛ لأنَّ اليد تُغَلّ في العنق، وهو عند أهل التعبير عبارة عن كفّهما عن الشرّ، ويؤيده منام صهيب في حقّ أبي بكر الصديق، كما تقدم قريبًا.
فأما رواية قتادة المعلّقة فوَصَلها مسلم، والنسائيّ من رواية معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدّستوائيّ، عن أبيه، عن قتادة، ولفظ النسائيّ بالسند المذكور: عن النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أنه كان يقول:"الرؤيا الصالحة بشارة من الله، والتحزين من الشيطان، ومن الرؤيا ما يُحَدِّث به الرجل نفسه، فإذا رأى أحدكم رؤيا يَكرهها، فليقم، فليصلّ، وأكره الغُلّ في النوم، ويُعجبني القيد، فان القيد ثبات في الدين".
وأما مسلم فإنه ساقه بسنده عقب رواية معمر، عن أيوب التي فيها: قال أبو هريرة: "فيعجبني القيد، وأكره الغُلّ، القيد ثبات في الدين"، قال مسلم: فأدرج؛ يعني: هشامًا عن قتادة في الحديث قوله: "وأكره الغُلّ … إلخ"، ولم يذكر:"الرؤيا جزء … " الحديث، وكذلك رواه أيوب، عن محمد بن سيرين، قال: قال أبو هريرة: "أحب القيد في النوم، وأكره الغُلّ، القيد في النوم ثبات في الدين"، أخرجه ابن حبان في "صحيحه" من رواية سفيان بن عيينة عنه، وأخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذيّ، من رواية عبد الوهاب الثقفيّ، عن أيوب، فذكر حديث:"إذا اقترب الزمان … " الحديث، ثم قال:"ورؤيا المسلم جزء من … " الحديث، ثم قال:"والرؤيا ثلاث … " الحديث، ثم قال بعده:"قال: وأُحِبّ القيد، وأكره الغُلّ، القيد ثبات في الدين، فلا أدري هو في الحديث، أو قاله ابن سيرين؟ "، هذا لفظ مسلم، ولم يذكر أبو داود، ولا الترمذيّ قوله:"فلا أدري … إلخ"، وأخرجه الترمذيّ، وأحمد، والحاكم، من رواية معمر، عن أيوب، فذكر الحديث الأول، ونحوَ الثاني، ثم قال بعدهما:"قال أبو هريرة: يعجبني القيد … إلخ"، قال: وقال النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: