للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جزءًا من النبوة"، وللترمذيّ، والطبريّ من حديث أبي رَزِين الْعُقيليّ: "جزء من أربعين"، وأخرجه الترمذيّ من وجه آخر كالجادّة، وأخرجه الطبريّ من وجه آخر، عن ابن عباس: "أربعين وللطبريّ من حديث عُبادة: "جزء من أربعة وأربعين"، والمحفوظ عن عبادة كالجادّة، وأخرج الطبريّ، وأحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: "جزء من تسعة وأربعين"، وذكره القرطبي في "المفهم" بلفظ: "سبعة" بتقديم السين.

فحصلنا من هذه الروايات على عشرة أوجه، أقلها: "جزء من ستة وعشرين وأكثرها: "من ستة وسبعين وبين ذلك: "أربعين"، و"أربعة وأربعين"، و"خمسة وأربعين"، و"ستة وأربعين"، و"سبعة وأربعين"، و"تسعة وأربعين"، و"خمسين"، و"سبعين"، أصحها مطلقًا الأول، ويليه السبعين.

قال الحافظ: ووقع في "شرح النوويّ" وفي رواية عبادة: "أربعة وعشرين وفي رواية ابن عمر: "ستة وعشرين"، وهاتان الروايتان لا أعرف من أخرجهما، إلَّا أن بعضهم نسب رواية ابن عمر هذه لتخريج الطبريّ.

ووقع في كلام ابن أبي جمرة أنه ورد بألفاظ مختلفة، فذكر بعض ما تقدم، وزاد في رواية: "اثنين وسبعين وفي أخرى: "اثنين وأربعين وفي أخرى: "سبعة وعشرين وفي أخرى: "خمسة وعشرين"، فبلغت على هذا خمسة عشر لفظًا.

قال: وقد استُشكل كون الرؤيا جزءًا من النبوة مع أن النبوة انقطعت بموت النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-.

فقيل في الجواب: إن وقعت الرؤيا من النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-، فهي جزء من أجزاء النبوة حقيقةً، وإن وقعت من غير النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فهي جزء من أجزاء النبوة على سبيل المجاز.

وقال الخطابيّ: قيل: معناه: إن الرؤيا تجيء على موافقة النبوة، لا أنَّها جزء باق من النبوة، وقيل: المعنى إنها جزء من عِلْم النبوة؛ لأنَّ النبوة وإن انقطعت فعِلْمها باق.

وتُعُقِّب بقول مالك -فيما حكاه ابن عبد البر- أنه سئل: أيُعَبَّر الرؤيا كلُّ أحد؟ فقال: أبالنبوة يُلْعَب؟ ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة، فلا يُلعَب بالنبوة.