للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رجال هذا الإسناد: أربعة:

١ - (محمد بن رافع) القشيريّ مولاهم الزاهد، أبو عبد الله النيسابوريّ، ثقةٌ عابد حافظ [١١] (ت ٢٤٥) (خ م د ت س) تقدم في "المقدمة" ٤/ ١٨.

والباقون ذُكروا في الباب.

وقوله: (وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ) فاعل "قال" ضمير معمر، والمعنى أن معمرًا فصل المدرج، فجعل قوله: "فَيُعْجِبُنِي الْقَيْدُ، وَأَكْرَهُ الْغُلَّ، وَالْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ" من قول أبي هريرة، موقوفًا عليه، وجَعَل المرفوع قوله: "رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ"، وقد تقدّم أن هذا أرجح الروايات.

[تنبيه]: رواية معمر عن أيوب هذه ساقها عبد الرزّاق في "مصنّفه"، فقال:

(٢٠٣٥٢) - أخبرنا (١) عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قال: "في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا، والرؤيا ثلاث: الرؤيا الحسنة بشرى من الله، والرؤيا يحدّث بها الرجل نفسه، والرؤيا تحزين من الشيطان، فإذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فلا يحدّث بها أحدًا، وليقم، فليصلّ"، قال أبو هريرة: يعجبني القيد، وأكره الغُلّ، القيد ثبات في الدين، وقال النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة". انتهى (٢).

[تنبيه آخر]: قال الإمام أبو عمر بن عبد البرّ -بعد ذِكر اختلاف الروايات في عدد الأجزاء- ما خلاصته: اختلاف آثار هذا الباب في عدد أجزاء الرؤيا من النبوة ليس ذلك عندي باختلاف تضادّ، وتدافع، والله أعلم؛ لأنه يَحْتَمِل أن تكون الرؤيا الصالحة من بعض من يراها على ستة وأربعين جزءًا، أو خمسة وأربعين جزءًا، أو أربعة وأربعين جزءًا، أو خمسين جزءًا، أو سبعين جزءًا، على حَسَب ما يكون الذي يراها من صِدْق الحديث، وأداء الأمانة، والدين المتين، وحُسن اليقين، فعلى قَدْر اختلافَ الناس فيما وصفنا


(١) هذا من قول الراوي عن عبد الرزّاق، فتنبّه.
(٢) "مصنف عبد الرزاق" ١١/ ٢١١.