للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

له على المكروه أن يبادر، فيسأل غيره، ممن يصيب، فلا يتحتم وقوع الأول، بل ويقع تأويل من أصاب، فإن قصّر الرائي، فلم يسأل الثاني، وقعت على ما فسَّر الأول. انتهى (١).

٢ - (ومنها): ما قاله في "الفتح": من أدب المعبِّر ما أخرجه عبد الرزاق، عن عمر -رضي الله عنه-، أنه كَتَب إلى أبي موسى -رضي الله عنه-: "فإذا رأى أحدكم رؤيا، فقصّها على أخيه، فليقل: خيرٌ لنا، وشرٌّ لأعدائنا"، ورجاله ثقات، ولكن سنده منقطع.

وأخرج الطبرانيّ، والبيهقيّ في "الدلائل" من حديث ابن زِمْل الْجُهَنِيّ -بكسر الزاي، وسكون الميم، بعدها لام- ولم يُسَمَّ في الرواية، وسمّاه أبو عمر في "الاستيعاب": عبد الله، قال: كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الصبح قال: "هل رأى أحد منكم شيئًا؟ قال ابن زِمْل: فقلت: أنا يا رسول الله، قال: خيرًا تلقاه، وشرًّا تتوقاه، وخيرٌ لنا، وشرّ على أعدائنا، والحمد لله رب العالمين، اقصُصْ رؤياك … " الحديث، وسنده ضعيف جدًّا.

٣ - (ومنها): أن أئمة التعبير ذكروا أن من أدب الرائي أن يكون صادق اللهجة، وأن ينام على وضوء، على جنبه الأيمن، وأن يقرأ عند نومه {وَالشَّمْسِ}، {وَاللَّيْلِ}، {وَالتِّينِ}، و"سورة الإخلاص"، والمعوذتين، ويقول: اللهم إني أعوذ بك من سيئ الأحلام، وأستجير بك من تلاعب الشيطان، في اليقظة والمنام، اللهم إني أسألك رؤيا صالحةً، صادقةً، نافعةً، حافظةً، غير مَنْسِيّة، اللهم أرني في منامي ما أحبّ، ذكره في "الفتح" (٢).

٤ - (ومنها): ما قيل: إن من أدبه أيضًا أن لا يقصها على امرأة، ولا عدوّ، ولا جاهل.

٥ - (ومنها): ما قيل أيضًا: أن من أدب العابر أن لا يعبُرها عند طلوع الشمس، ولا عند غروبها، ولا عند الزوال، ولا في الليل.

قال الجامع عفا الله عنه: هذه الفوائد الثلاث تحتاج إلى دليل، فليُتنبّه، والله تعالى أعلم.


(١) "الفتح" ١٦/ ٤٠٧ - ٤٠٨، كتاب "التعبير" رقم (٧٠٤٦).
(٢) "الفتح" ١٦/ ٤٠٧ - ٤٠٨، كتاب "التعبير" رقم (٧٠٤٦).