للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جملة الرؤيا، والذي يظهر لي أن لفظه لم يتحرر إيراده، وأن رواية ابن إسحاق هي المحررة، وأنه رأى بقرًا، ورأى خيرًا، فأَوَّلَ البقر على من قُتل من الصحابة يوم أُحد، وأَوَّلَ الخير على ما حَصَل لهم من ثواب الصدق في القتال، والصبر على الجهاد يوم بدر، وما بعده إلى فتح مكة، والمراد بالبعدية على هذا لا يختص بما بين بدر وأُحد، نبَّه عليه ابن بطال.

ويَحْتَمِل أن يريد ببدر بدر الموعد، لا الوقعة المشهورة السابقة على أحد، فإن بدر الموعد كانت بعد أُحُد، ولم يقع فيها قتال، وكان المشركون لمّا رجعوا من أُحد قالوا: موعدكم العام المقبل بدر، فخرج النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ومن انتدب معه إلى بدر، فلم يحضر المشركون، فسُمّيت بدر الموعد، فأشار بالصدق إلى أنهم صدقوا الوعد، ولم يُخْلِفوه، فأثابهم الله تعالى على ذلك بما فَتح عليهم بعد ذلك، من قريظة، وخيبر، وما بعدها. انتهى (١)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٥/ ٥٩١٩] (٢٢٧٢)، و (البخاريّ) في "مناقب الأنصار" (٣٦٢٢ و ٣٩٨٧) و"المغازي" (٤٠٨١) و"التعبير" (٧٠٣٥ و ٧٠٤١)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (٤/ ٣٨٩)، و (ابن ماجه) في "تعبير الرؤيا" (٣٩٢١)، و (الدارميّ) في "سننه" (٢/ ١٢٩)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٦٢٧٥ و ٦٢٧٦)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (١٣/ ٢٨٣)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (٣٢٩٦)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان فضل الرؤيا، وشدّة اهتمام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في شأنها.

٢ - (ومنها): ما قال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: هذا يدلّ على أن هذه الرؤيا وقعت


(١) "الفتح" ١٦/ ٣٩١ - ٣٩٢، كتاب "التعبير" رقم (٧٠٣٥).