[ثاني عشرها]: تعييرهم إياه، قال الحافظ رحمهُ اللهُ: وأولى هذه الأقوال بالصواب، وأسلمها من الارتياب الثالث، واللذان بعده، وما عداها فهو مُعْتَرض. انتهى (١)، وهو بحثٌ نفيسٌ والله تعالى أعلم.
(قَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ) - رضي الله عنها - (كَلَّا) قال النوويّ رحمهُ اللهُ: هي هنا كلمة نفي وإبعاد، وهذا أحد معانيها، وقد تأتي "كلا" بمعنى "حَقًّا"، وبمعنى "ألا" التي للتنبيه، يُسْتَفتَح بها الكلام، وقد جاءت في القرآن العزيز على أقسام، وقد جمع الإمام أبو بكر بن الأنباريّ أقسامها ومواضعها، في باب من كتابه "الوقف والابتداء". انتهى.
وقال ابن هشام الأنصاريّ رحمهُ اللهُ: هي مركّبة عند ثعلب من كاف التشبيه، و"لا" النافية، قال: وإنما شُدّدت لامها؛ لتقوية المعنى، ولدفع توهّم بقاء معنى الكلمتين، وعند غيره هي بسيطة، وعند سيبويه والخليل، والمبرّد، والزجّاج، وأكثر البصريين: حرفٌ معناه الرَّدْعُ والزجر، لا معنى لها عندهم إلا ذلك حتى يُجيزون أبدًا الوقف عليها، والابتداء بما بعدها، وحتى قال جماعة منهم: متى سمعت {كَلَّا} في سورة، فاحكم بأنها مكيّةٌ؛ لأن فيها معنى التهديد والوعيد، وأكثر ما نزل ذلك بمكة؛ لأن أكثر العتوّ كان بها، قالوا: وقد تكون حرف جواب بمنزلة "أَيْ"، و"نَعَمْ"، وحَمَلوا عليه قوله تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ (٣٢)} [المدّثّر: ٣٢]، فقالوا: معناه أي والقمر. انتهى كلامه باختصار.