للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال شيخنا عبد الباسط المناسيّ رحمهُ اللهُ في "نظم المغني" مبيّنًا ما ذُكِر في "كلا":

"كَلَّا" مِنَ الكَافِ و"لَا" مُرَكَّبَهْ … فِي قَوْلِ ثَعْلَبٍ وَبِالعَكْسِ انْتَبَهْ

سِوَاهُ وَهْيَ حَرْفُ رَدْعٍ أَبَدًا … عِنْدَ الخَلِيلِ وَكَثِيرِ مَنْ هُدَى

لِذَا أَجَازُوا الوَقْفَ فِي أَخِيرِهَا … وَالابْتِدَا بِمَا أَتَى بِإِثْرِهَا

وَشُدَّ لَامُهَا لأَجْلِ التَّقْوِيَهْ … مَعْنًى وَدَفْعِ مَا بِهِ أَتَتْ هِيَهْ

وَفِي الثَّلَاثِينَ مَعَ الثَّلَاثَةِ … أَتَى بِهَا كَلَامُ رَبِّ العِزَّةِ

وَكُلُّهَا فِي آخِرِ النِّصْفَيْنِ مِنْ … كَلَامِ رَبِّنَا العَزِيزِ يَا فَطِنْ

قَالَ الكِسَائِيُّ: بِمَعْنَى "حَقًّا" … وَكَـ "أَلَا" لِبَعْضِهِمْ جَا نُطْقَا

وَالنَّضْرُ وَالفَرَّاءُ فِيهَا أَثْبَتَا … مَعْنَى"نَعَمْ" وَ"إِيْ" كَمَا عَنْهُمْ أَتَى (١)

[تنبيه]: من اللطائف أن هذه الكلمة التي ابتدأت خديجة النطق بها - يعني: كلمة كلا - عَقِب ما ذكر لها النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من القصة التي وقعت له، هي التي وقعت عقب الآيات الخمس، من سورة {اقْرَأْ} في نسق التلاوة، فَجَرَت على لسانها اتفاقًا؛ لأنها لم تكن نزلت بعدُ، وإنما نزلت في قصة أبي جهل، وهذا هو المشهور عند المفسرين، وقد ذهب بعضهم إلى أنها تتعلق بالإنسان المذكور قبلُ؛ لأن المعرفة إذا أعيدت معرفة، فهي عين الأولى، وقد أُعيد الإنسان هنا كذلك، فكان التقدير: كلا لا يَعلَم الإنسان أن الله هو خلقه، وعَلَّمه {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى} [العلق: ٦]، قاله في "الفتح" (٢).

(أَبْشِرْ) بهمزة القطع، أمرٌ من الإبشار رباعيًّا، ويحتمل أن يكون بهمزة الوصل، مع كسر الشين وفتحها، من بَشِرَ بكسر الشين وفتحها ثلاثيًّا، قال المجد رحمهُ اللهُ: أَبْشَرَ: فَرِحَ، ومنه أَبْشِر بخير، قال: وبَشَرتُ به، كعَلِمَ، وضَرَبَ: سُرِرْتُ. انتهى (٣). وقال الفيّوميّ رحمهُ اللهُ: بَشِرَ بكذا يَبْشَرُ، مثلُ فَرِحَ يَفْرَحُ وزنًا ومعنًى، وهو الاستبشار أيضًا، والمصدر البُشُور، ويتعذى بالحركة، فيقال:


(١) راجع: شرحي المسمَّى: "فتح القريب المجيب" على النظم المذكور ١/ ٣٥٣ - ٣٥٧.
(٢) "الفتح" ١٢/ ٣٧٥.
(٣) "القاموس المحيط" ص ٣١٧.