للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ) ذلك لأن والده - صلى الله عليه وسلم - عبدَ الله بنَ عبد المطلب، وورقةَ في عدد النسب إلى قُصي بن كلاب الذي يجتمعان فيه سواء، فكان من هذه الحيثية في درجة إخوته، أو قالته على سبيل التوقير لسِنِّه.

(قَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلِ: يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى؟) قال في "الفتح": فيه حذفٌ يدُلُّ عليه سياق الكلام، وقد صُرِّح به في "دلائل النبوة" لأبي نعيم بسند حسن إلى عبد الله بن شَدّاد في هذه القصة، قال: "فأتت به ورقة ابنَ عمها، فأخبرته بالذي رأى".

وفي رواية ابن منده في "الصحابة" من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن ورقة بن نوفل، قال: قلت: يا محمد، أخبرني عن هذا الذي يأتيك، قال: "يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ، وباطن قدميه أخضر".

(فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خَبَرَ ما رَآه) وفي نسخة: "خبر ما رآى"، بحذف العائد؛ لكونه فضلةً، وهو كثير في استعمالهم، كما قال في "الخلاصة":

..................... … وَالحَذْفُ عِنْدَهُمْ كَثِيرٌ مُنْجَلِي

فِي عَائِدٍ مُتَّصلٍ إِنِ انْتَصبْ … بِفِعْلٍ أوْ وَصْفٍ كـ"مَنْ نَرْجُو يَهَبْ"

والمعنى: أخبر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ورقة القصّة التي جرت بينه وبين جبريل عليه السلام، كما سبق بيانه.

(فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ) بالنون: صاحب السرّ، كما جزم به البخاريّ في "أحاديث الأنبياء"، وزعم ابن ظفر أن "الناموس": صاحب سر الخير، و"الجاسوس": صاحب سر الشر، قال في "الفتح": والأول هو الصحيح الذي عليه الجمهور، وقد سَوّى بينهما رؤبة بن العجاج أحدُ فصحاء العرب، والمراد بالناموس هنا جبريل عليه السلام. انتهى.

وقال القاضي عياض رحمهُ اللهُ: قال أبو عبيد في "مصنّفه": الناموس جبريل عليه السلام، وقال المُطَرِّز: قال ابن الأعرابيّ: لم يأتِ في الكلام فاعول، لام فعله سين إلا الناموس، والجاسوس، والجاروس، والفاعوس، والبابوس، والداموس، والقاموس، والقابوس، والغاطوس، والفانوس، والجاموس.

فالناموس: صاحب سرّ الخير، والجاسوس: صاحب سرّ الشرّ، والجاروس: الكثير الأكل، والفاعوس: الحيّة، والبابوس: الصبيّ الرضيع.