وقال النوويّ رحمهُ اللهُ:"الناموس" - بالنون، والسين المهملة - هو جبريل عليه السلام، قال أهل اللغة، وغريب الحديث: الناموس في اللغة: صاحب سر الخير، والجاسوس: صاحب سرّ الشر، ويقال: نَمَستُ السِّرّ - بفتح النون والميم - أَنْمِسه - بكسر الميم - نَمْسًا؛ أي: كتمته، ونَمَسْتُ الرجل، ونامسته: ساررته، واتفقوا على أن جبريل عليه السلام يُسَمَّى الناموس، واتفقوا على أنه المراد هنا، وقال الهرويّ: وسُمّي جبريل عليه السلام ناموسًا؛ لأن الله تعالى خصّه بالوحي والغيب. انتهى (١).
(الَّذِي أُنْزِلَ) بالبناء للمفعول، وفي رواية للبخاريّ:"نَزَّل الله"، وفي لفظ:"أنزَلَ الله"(عَلَى مُوسَى - صلى الله عليه وسلم -) أشار بقوله: "هذا إلى الملك الذي ذكره النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في خبره، ونَزَّله مَنْزِلة القريب؛ لقرب ذكره.
قال النوويّ رحمهُ اللهُ: قوله: "الذي أنزل على موسى - صلى الله عليه وسلم - " كذا هو في "الصحيحين" وغيرهما، وهو المشهور، ورَوَيناه في غير الصحيح: "نزل على عيسى - صلى الله عليه وسلم -، وكلاهما صحيح. انتهى.
وقال في "الفتح": قوله: "على موسى"، ولم يقل: على عيسى، مع كونه نصرانيًّا؛ لأن كتاب موسى عليه السلام مشتمل على أكثر الأحكام، بخلاف عيسى، وكذلك النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أو لأن موسى بُعِثَ بالنقمة على فرعون ومن معه، بخلاف عيسى، كذلك وقعت النقمة على يد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بفرعون هذه الأمة، وهو أبو جهل بن هشام، ومن معه ببدر، أو قاله تحقيقًا للرسالة؛ لأن نزول جبريل على موسى متفق عليه بين أهل الكتاب، بخلاف عيسى، فإن كثيرًا من اليهود ينكرون نبوّته.