للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحسن الرّمّانيّ فيها لغات كثيرة، فبلّغها تسعًا وثلاثين، ونقلها ابن عطية، وزاد واحدة أكملها أربعين، وقد سردها أبو حيان في "البحر"، واعتَمَدَ على ضبط القلم، ولخَّص ضَبْطها صاحبه الشهاب السمين، قال الحافظ: ولخصته منه، وهي الستة المقدمة، وبالتخفيف كذلك ستة أخرى، وبالسكون مشدّدًا ومخفّفًا، وبزيادة هاء ساكنة في آخره مشدّدًا ومخفّفًا، و"أفى" بالإمالة، وبين بين، وبلا إمالة، الثلاثة بلا تنوين، و "أُفْو" بضم، ثم سكون، و "إِفْي" بكسر، ثم سكون، فذلك اثنتان وعشرون، وهذا كله مع ضم الهمزة، ويجوز كسرها، وفتحها، فأمَّا بكسرها ففي إحدى عشرة: كسر الفاء، وضمها، ومشدّدًا، مع التنوين، وعدمه، أربعةٌ، ومخفّفًا، بالحركات الثلاث، مع التنوين وعدمه ستةٌ، و "أفي" بالإمالة، والتشديد، وأما بفتح الهمزة، ففي ستّ: بفتح الفاء، وكسرها، مع التنوين، وعدمه، أربعة، وبالسكون، وبألف مع التشديد، والتي زادها ابن عطية: "أُفّاهْ" بضم أوله وزيادة ألف، وهاء ساكنة، وقرئ من هذه اللغات ست كلها بضم الهمزة، فأكثر السبعة بكسر الفاء، مشدّدًا، بغير تنوين، ونافع وحفص كذلك، لكن بالتنوين، وابن كثير وابن عامر بالفتح والتشديد، بلا تنوين، وقرأ أبو السّمّاك كذلك، لكن بضم الفاء، وزيد بن علي بالنصب والتنوين، وعن ابن عباس بسكون الفاء.

قال الحافظ: وبقي من الممكن في ذلك: "أفي" كما مضى، لكن بفتح الفاء وسكون الياء، و "أفيه" بزيادة هاء، وإذا ضممت هاتين إلى التي زادها ابن عطية، وأضفتها إلى ما بُدئ به صارت العدة خمسًا وعشرين، كلها بضم الهمزة، فإذا استعملت القياس في اللغة كان الذي بفتح الهمزة كذلك، وبكسرها كذلك، فتكمل خمسًا وسبعين. انتهى (١).

وقوله: (قَطُّ) فيها خمس لغات: "قَط"، و "قُطّ" بفتح القاف، وضمها، مع تشديد الطاء المضمومة، و "قَطِّ"، بفتح القاف، وكسر الطاء المشدّدة، و "قَطْ"، بفتح القاف، وإسكان الطاء، و "قَطِ"، بفتح القاف، وكسر الطاء المخفّفة، وهي لتوكيد نفي الماضي، أفاده النوويّ -رحمه الله- (٢).


(١) "الفتح" ١٣/ ٥٩٠ - ٥٩١، كتاب "الأدب" رقم (٦٠٣٨).
(٢) "شرح النوويّ" ١٥/ ٧٠ - ٧١.