هذا"، ونحوه في حديث أسماء بنت يزيد، ومرسل مكحول، وزاد في آخره: "وفَصْلُ رضاعه في الجنة"، وفي آخر حديث محمود بن لبيد: "وقال: إن له مرضعًا في الجنة".
ومات وهو ابن ثمانية عشر شهرًا.
[فائدة]: جزم الواقديّ بأن إبراهيم -رضي الله عنه- مات يوم الثلاثاء لعشر ليالٍ خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر، وقال ابن حزم: مات قبل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بثلاثة أشهر، واتفقوا على أنه وُلد في ذي الحجة سنة ثمان، قاله في "الفتح" (١).
وقال في "العمدة": واتفقوا على أن مولده كان في ذي الحجة سنة ثمان، واختلفوا في وقت وفاته، فالواقدي جزم بأنه مات يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر، وقال ابن حزم: مات قبل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بثلاثة، وقيل: بلغ ستة عشر شهرًا وثمانية أيام، وقيل: سبعة عشر شهرًا، وقيل: سنة وعشرة أشهر وستة أيام، وفي "سنن أبي داود": تُوُفّي وله سبعون يومًا، وعن محمود بن لبيد: توفي وله ثمانية عشر شهرًا، وفي "صحيح مسلم": قال عمرو: "فلما توفي إبراهيم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن إبراهيم ابني وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين يُكْمِلان إرضاعه في الجنة"، وعند ابن سعد بسند صحيح عن البراء بن عازب، يرفعه: "أما إن له مرضعًا في الجنة"، وفي رواية جابر عن عامر عن البراء: "إنه صدّيق شهيد"، وعن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب: "أول من دُفن بالبقيع ابن مظعون، ثم اتّبعه إبراهيم"، وعن رجل من آل عليّ بن أبي طالب: لمّا دُفن إبراهيم قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "هل من أحد يأتي بقربة؟ فأتى رجل من الأنصار بقربة ماء، فقال: رُشّها على قبر إبراهيم".
واختُلف في الصلاة عليه، فصححه ابن حزم، وقال أحمد: منكَر جدًّا، وقال السّدّيّ: سألت أنسًا: أصلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على ابنه إبراهيم؟ قال: لا أدري، وروى عطاء عن ابن عجلان، عن أنس أنه كبَّر عليه أربعًا، وهو أفقه، أعني: عطاء، وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، أنه ما صلى، وهي مرسلة، فيجوز أن