كتاب البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج

(١٥) - (باب رحمته -صلى الله عليه وسلم- الصبيان، والعيال، وتواضعه، وفضل ذلك) - [تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد - ج: 37 - ص: 467

يكون اشتغل بالكسوف عن الصلاة، وحكى الحافظ أبو العباس العراقي السبتي أن معناه لم يصلّ عليه بنفسه، وصلى عليه غيره، وقيل: لأنه لا يُصَلَّى على نبي، وقد جاء عنه أنه لو عاش كان نبيًّا، وقال أبو العباس كل هذه الأقوال ضعيفة، والصلاة عليه أثبت.

وفيه جواز تقبيل من قارب الموت، وذلك قبل الوداع، والتشفي منه، وفيه جواز البكاء المجرّد والحزن. انتهى (١)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١٥/ ٦٠٠٧] (٢٣١٥)، و (البخاريّ) في "الجنائز" (١٣٠٣)، و (أبو داود) في "الجنائز" (٣١٢٦)، و (أحمد) في "مسنده" (٣/ ١٩٤)، و (عبد بن حُميد) في "مسنده" (١/ ٣٨٥)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٢٩٠٢)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (٦/ ٤٣)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٤/ ٦٩)، و"شُعَب الإيمان" (٧/ ٢٤١)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (١٥٢٨)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان جواز تسمية المولود يوم ولادته.

٢ - (ومنها): بيان جواز التسمية بأسماء الأنبياء -صلوات الله عليهم وسلامه أجمعين-.

٣ - (ومنها): جواز استتباع العالم والكبير بعضَ أصحابه إذا ذهب إلى منزل قوم ونحوه.

٤ - (ومنها): الأدب مع الكبار.

٥ - (ومنها): جواز البكاء على المريض، والحُزن، وأن ذلك لا يخالف الرضا بالقدر، بل هي رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما المذموم الندب،

---

(١) "عمدة القاري شرح صحيح البخاريّ" ١٢/ ٣٥٩.