للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثالثه رباعيًّا، قال الفيّوميّ رحمهُ اللهُ: حَزِنَ حَزَنًا، من باب تَعِبَ، والاسم الْحُزْنُ بالضمّ، فهو حَزِينٌ، ويتعدّى في لغة قُريش بالحركة، يقال: حَزَنَني الأمرُ يَحْزُنُني، من باب قَتَلَ، قاله ثَعْلَبٌ، والأزهريّ، وفي لغة تميم بالألف، ومثّلَ الأزهريّ باسم الفاعل والمفعول في اللغتين على بابهما، ومنع أبو زيد استعمال الماضي من الثلاثيّ، فقال: لا يقال: حَزَنَهُ، وإنما يُستعمل المضارع من الثلاثيّ، فيقال: يَحْزُنُهُ. انتهى (١).

و"الخِزْيُ" بكسر، فسكون: الذّل والهَوَانُ (٢)، وفي "القاموس": خَزِيَ كرَضِيَ خِزْيًا بالكسر، وخَزًى: وَقَعَ في بليّة وشُهْرة، فذلُّ بذلك. انتهى (٣).

و"الحُزنُ": بضمّ، فسكون، و"الحَزَنُ" بالتحريك: الهَمّ (٤).

وقوله: (وَقَالَ: قَالَتْ خَدِيجَةُ: أَي ابْنَ عَمِّ … إلخ) يعني: أن معمرًا أيضًا قال في روايته: "أي ابن عمّ" بدل قول يونس: "أي عمّ"، وقد تقدّم أنه قيل: إن قوله: "عمّ" وَهَمٌ، ولكن الصواب أنه لا وَهَمَ، بل له وجه صحيح، كما أسلفت تحقيقه، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: رواية معمر هذه التي أحالها المصنّف رحمهُ اللهُ أخرجها الإمام أحمد رحمهُ اللهُ في "مسنده"، فقال:

(٢٤٧٦٨) حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهريّ، فذكر حديثًا، ثم قال: قال الزهري: فأخبرني عروة، عن عائشة، أنها قالت: أوّل ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبّب إليه الخلاء، فكان يأتي حراءً، فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فتزوّده لمثلها، حتى فَجِئه الحقّ، وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه، فقال: اقرأ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنا بقارئ"، قال: "فأخذني، فغطّني، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني، فغطني الثانية، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ،


(١) "المصباح المنير" ١/ ١٣٤.
(٢) "المصباح" ١/ ١٦٨.
(٣) "القاموس" ص ١١٥١.
(٤) "القاموس" ص ١٠٧١.