١ - (منها): أن فيه دليلًا على أن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا يسألونه عن كثير من المعاني، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجيبهم، ويعلّمهم، وكانت طائفة منهم تسأل، وطائفة تحفظ، وكلهم أدّى، وبلّغ ما عَلِم، ولم يكتم حتى أكمل الله دينه، والحمد لله.
٢ - (ومنها): أن السؤال عن الكيفية لطلب الطمأنينة لا يقدح في اليقين.
٣ - (ومنها): جواز السؤال عن أحوال الأنبياء -عليهم السَّلام- من الوحي وغيره.
٤ - (ومنها): أن المسؤول عنه إذا كان ذا أقسام يذكر المجيب في أول جوابه ما يقتضي التفصيل.
٥ - (ومنها): أن فيه إثباتَ الملائكة ردًّا على من أنكرهم، من الملاحدة، والفلاسفة.
٦ - (ومنها): أن فيه دلالةً على أن الملَك له قدرة على التشكل بما شاء من الصور.
٧ - (ومنها): ما قاله الحافظ أبو عمر بن عبد البرّ -رحمه اللهُ-: وفي هذا الحديث: نوعان أو ثلاثة من أنواع نزول الوحي، وقد ورد في غير ما حديث من نزول الوحي أنواع، حتى الرؤيا الصالحة جعلها جزءًا من أجزاء النبوة، ولكنه أراد بهذا الحديث نزول ما يُتْلَى، والله أعلم.
وقد روى حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال: كان الوحي إذا نزل سمعت الملائكة صوتًا كإمرار السلسلة على الصَّفَا.
وفي حديث يوم حنين أنهم سمعوا صلصلة بين السماء والأرض كإمرار الحديد على الطست الجديد.
وقالت عائشة -رضي الله عنها-: كان أول ما بدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، متفق عليه.
وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يتبدى له جبريل -عليه السَّلام- بين السماء والأرض، وذلك بُيّنَ في حديث جابر بن عبد الله الذي أخرجه الشيخان، وأحيانًا يأتيه جبريل في هيئة إنسان، فيكلمه مشافهة كما يكلم المرء أخاه، وذلك بُيّن في حديث عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمر في الإيمان، والإسلام، وحديثه حين جاء جبريل في صفة دحية الكلبي، وفي