للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الكاف، وكسرها -: السرير، جمعه كَراسيّ (١)، وفي رواية يحيى بن أبي كثير الآتية: "فإذا هو على العرش في الهواء"، وفي لفظ: "فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض".

قال القاضي عياض - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "على كرسيّ" هذا يُفسّر معنى العرش في الرواية الأخرى، وأنه كالكرسيّ والسرير، وليس بعرش الرحمن، قال الله تعالى: {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل: ٢٣]، قال أهل اللغة: العرش: السرير، وقيل: سرير الملك. انتهى (٢).

(بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ") الظرف متعلّق بصفة لـ "كرسيّ أي: كائن بينهما (قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فَجُئِثْتُ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: رواه مسلم من رواية يونس، وعُقيل، ومعمر، ثم كلهم عن ابن شهاب، وقال في رواية يونس: "فَجُئِثْتُ" - بجيم مضمومة، ثم همزة مكسورة، ثم ثاء مثلّثة ساكنة، ثم تاء الضمير - وقال في رواية عُقيل، ومعمر: "فَجُثِثْتُ" بعد الجيم ثاءان مثلّثتان، هكذا هو الصواب في ضبط رواية الثلاثة، وذكر القاضي عياض - رَحِمَهُ اللهُ - أنه ضُبِط على ثلاثة أوجه: منهم مَن ضبطه بالهمزة في المواضع الثلاثة، ومنهم مَن ضبطه بالثاء في المواضع الثلاثة، قال القاضي: وأكثر الرواة للكتاب على أنه بالهمز في الموضعين الأوّلين، وهما رواية يونس، وعُقيل، وبالثاء في الموضع الثالث، وهي رواية معمر، قال النوويّ: وهذه الأقوال التي نقلها القاضي كلها خطأٌ ظاهرٌ، فإن مسلمًا - رَحِمَهُ اللهُ -، قال في رواية عُقيل: ثم ذكر بمثل حديث يونس، غير أنه قال: "فَجُثِثْتُ منه فَرَقًا"، ثم قال مسلم في رواية معمر: إنها نحو حديث يونس، إلا أنه قال: "فجُثِثْت منه"، كما قال عُقَيل، فهذا تصريح من مسلم بأنّ رواية معمر وعُقيل متفقتان في هذه اللفظة، وأنهما مخالفتان لرواية يونس فيها، فبطل بذلك قولُ مَن قال: الثلاثة بالثاء، أو الهمزة وبطل أيضًا قول مَن قال: إن رواية يونس وعُقيل متفقة، ورواية معمر مخالفة لرواية عُقيل، وهذا ظاهر لا خفاء به ولا شكّ فيه.

قال: وقد ذكر صاحب "المطالع" أيضًا رواياتٍ أُخَر باطلة مُصَحَّفَةً، تركتُ حكايتها؛ لظهور بطلانها.


(١) "القاموس" ص ٥١٣.
(٢) "إكمال المعلم" ١/ ٦٥٢.