شيبةً ها هنا؛ يعني: العنفقة، ولإسحاق بن راهويه، وابن حبان، والبيهقيّ من حديث ابن عمر:"كان شيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نحوًا من عشرين شعرة بيضاء في مقدمه"، وقد اقتضى حديث عبد الله بن بسر أن شيبة كان لا يزيد على عشر شعرات لإيراده بصيغة جمع القلة، لكن خَصّ ذلك بعنفقته، فيُحْمَل الزائد على ذلك في صدغيه، كما في حديث البراء، لكن وقع عند ابن سعد بإسناد صحيح عن حميد، عن أنس، في أثناء حديث، قال:"ولم يبلغ ما في لحيته من الشيب عشرين شعرة"، قال حميد: وأومأ إلى عنفقته سبع عشرة، وقد روى ابن سعد أيضًا بإسناد صحيح، عن ثابت، عن أنس، قال:"ما كان في رأس النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ولحيته إلا سبع عشرة، أو ثماني عشرة"، ولابن أبي خيثمة من حديث حميد، عن أنس:"لم يكن في لحية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشرون شعرة بيضاء"، قال حميد: كن سبع عشرة، وفي مسند عبد بن حميد، من طريق حماد، عن ثابت، عن أنس:"ما عددت في رأسه ولحيته إلا أربع عشرة شعرةً"، وعند ابن ماجه من وجه آخر، عن أنس:"إلا سبع عشرة، أو عشرين شعرةً"، وروى الحاكم في "المستدرك" من طريق عبد الله بن محمد بن عَقِيل، عن أنس، قال:"لو عددت ما أقبل عليّ من شيبة في رأسه ولحيته، ما كنت أزيدهنّ على إحدى عشرة شيبةً"، وفي حديث الهيثم بن دهر، عند ابن سعد:"ثلاثون عددًا"(١)، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٣١/ ٦٠٧١ و ٦٠٧٢](٢٣٤٧)، و (البخاريّ) في "المناقب"(٣٥٤٧ و ٣٥٤٨) و"اللباس"(٥٩٠٠)، و (الترمذيّ) في "المناقب"(٣٦٢٣) وفي "الشمائل"(١/ ٢٨ و ٣٢٥)، و (مالك) في "الموطّأ"(٢/ ٩١٩)، و (ابن سعد) في "الطبقات"(١/ ٩٠ و ٢٢٤ و ٤١٣ و ٤٣٢ و ٢/ ٣٠٨)، و (ابن