للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأُولى كانت قبلها، ثم عَلَّ من هذه، والْعَلَل: الشرب الثاني، يقال: عَلَلٌ بعد نَهَلٍ، قاله في "العمدة" (١).

وقال في "المشارق": أصله البنون ليسوا لأم واحدة، والعَلَّة بالفتح: الضَّرَّة، يريد أنهم في أزمان متباينة، بعضهم عن بعض، وقد فَسَّر ذلك بقوله: "أمهاتهم شتى، ودينهم واحد"، وقد قال: "أنا أولى الناس بعيسى، ليس بيني وبينه نبيّ"، فأشار أن قرب زمنه كأنه جَمَعه وإياه حتى صار كالبطن الواحد؛ إذ لم يكن بينه وبينه نبيّ، وافتراق أزمان الآخَرين كالبطون الشتى، والدين واحد؛ كالأب الواحد. انتهى (٢).

وقال ابن منظور -رَحِمَهُ اللهُ- (٣): معناه: أنهم لأمهات مختلفة، ودينهم واحد، كذا في "التهذيب"، وفي "النهاية" لابن الأثير: أراد أن إيمانهم واحد، وشرائعهم مختلفة، ومنه حديث عليّ -رضي الله عنه-: يتوارث بنو الأعيان من الإخوة، دون بني العلات؛ أي: يتوارث الإخوة للأم والأب، وهم الأعيان، دون الإخوة للأب، إذا اجتمعوا معهم، قال ابن بَرّيّ: يقال لبني الضرائر: بنو علات، ويقال لبني الأم الواحدة: بنو أم، ويصير هذا اللفظ يُستعمل للجماعة المتفقين، وأبناء علات يُستعمل في الجماعة المختلفين، قال عبد المسيح [من البسيط]:

وَالنَّاسُ أَبْنَاءُ عَلَّاتٍ فَمَنْ عَلِمُوا … أَنْ قَدْ أَقَلَّ فَمَجْفُوٌّ وَمَحْقُورُ

وَهُمْ بَنُو أُمِّ مَنْ أَمْسَى لَهُ نَشَبٌ … فَذَاكَ بِالْغَيْبِ مَحْفُوظٌ وَمَنْصُورُ

وقال آخر [من البسيط]:

أَفِي الْوَلَائِمِ أَوْلَادًا لِوَاحِدَةٍ … وَفِي الْمَآتِمِ أَوْلَادًا لِعَلَّاتِ

وقال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللهُ- (٤): وهم بَنُو عَلّاتٍ: إذا كان أبوهم واحدًا، وأمهاتهم شتى، الواحدة عَلَّةٌ، مثلُ جنّات وجنّة، قيل: مأخوذ من العَلَل، وهو الشرب بعد الشرب؛ لأن الأب لمّا تزوج مرة بعد أخرى، صار كأنه شَرِبَ مرة بعد أخرى، قال الشاعر [من البسيط]:


(١) "عمدة القاري" ١٦/ ٣٦.
(٢) "مشارق الأنوار" ٢/ ٨٣.
(٣) "لسان العرب" ١١/ ٤٧٠.
(٤) "المصباح المنير" ٢/ ٤٢٦.