للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تفسير ابن الكلبيّ: "ولدت جارية، ولدت عدة أنبياء، فهدى الله بهم أممًا"، وقيل: عدة من جاء مِنْ وَلَدها من الأنبياء سبعون نبيًّا، ذكره في "الفتح" (١).

({وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ}) قال القرطبيّ المفسّر: هذان الغلامان صغيران، بقرينة وَصْفهما باليُتم، واسمهما أصرم، وصريم، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يتم بعد البلوغ" هذا هو الظاهر، وقد يَحْتَمِل أن يبقى عليهما اسم اليتم بعد البلوغ، إن كانا يتيمين، على معنى الشفقة عليهما. واليتم في الناس من قِبَل فَقْد الأب، وفي غيرهم من الحيوان من قِبَل فَقْد الأم. انتهى (٢).

وقوله: ({فِي الْمَدِينَةِ}) يدلّ على أن القرية تسمى مدينةً، ومنه الحديث: "أُمرت بقرية تأكل القرى"، وفي حديث الهجرة: "لمن أنت؟ فقال: لرجل من أهل المدينة؛ يعني: مكة" (٣).

({وَكَانَ تَحْتَهُ}) وقوله: (إِلَى آخِرِ الآيَةِ)؛ أي: اقرأ الآية إلى آخرها.

قال القرطبيّ: اختَلَف الناس في الكنز، فقال عكرمة وقتادة: كان مالًا جسيمًا، وهو الظاهر من اسم الكنز؛ إذ هو في اللغة: المال المجموع، وعن ابن عباس: كان عِلْمًا في صحف مدفونة، وعنه قال: كان لوحًا من ذهب مكتوبًا فيه: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، عجبتُ لمن يؤمن بالقدر كيف يَحْزَن، عجبت لمن يؤمن بالرزق كيف يَتْعَب، عجبت لمن يؤمن بالموت كيف يَفْرَح، عجبت لمن يؤمن بالحساب كيف يغفُل، عجبت لمن يؤمن بالدنيا وتقلّبها بأهلها كيف يطمئنّ لها، لا إله إلا الله محمد رسول الله" (٤).

قال الجامع عفا الله عنه: لا يخفى بُعدُ ما نُقل عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما-، بل الصواب أنه كنز من المال المدفون، كما هو ظاهر النصّ، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تخريجه، ومسائله في الحديث الماضي، ولله الحمد والمنّة.

[تنبيه]: قال النوويّ -رحمه الله-: وفي هذه القصّة أنواع من القواعد،


(١) "الفتح" ١٠/ ٣٣٦.
(٢) "تفسير القرطبيّ" ١١/ ٣٨.
(٣) "تفسير القرطبيّ" ١١/ ٣٨.
(٤) "تفسير القرطبيّ" ١١/ ٣٨.