(وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّة، مَعَ بَلْوَى تُصِيبُهُ"، قَالَ: فَجِئْتُ، فَقُلْتُ: ادْخُلْ، وَيُبَشِّرُكَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِالْجَنَّة، مَعَ بَلْوَى تُصِيبُكَ) في رواية أبي عثمان: "فحمِد الله، ثم قال: الله المستعان"، وفي رواية عند أحمد: "فجعل يقول: اللهم صبرًا حتى جلس"، وفي رواية عبد الرحمن بن حرملة: "فدخل، وهو يحمد الله، ويقول: اللهم صبرًا". ووقع في حديث زيد بن أرقم عند البيهقيّ في "الدلائل": "قال: بعثني النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: انطلق حتى تأتي أبا بكر، فقل له: إن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقرأ عليك السلام، ويقول لك: أبشر بالجنة، ثم انطلِقْ إلى عمر كذلك، ثم انطلق إلى عثمان كذلك -وزاد- بعد بلاء شديد، قال: فانطلق، فذكر أنه وجدهم على الصفة التي قال له، وقال: أين نبيّ الله؟ قلت: في مكان كذا وكذا، فانطلَق إليه، وقال في عثمان: فأخذ بيدي، حتى أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله إن زيدًا، قال لي: كذا، والذي بعثك بالحقّ ما تغنيت، ولا تمنيت، ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك، فأيّ بلاء يصيبني؟ قال: هو ذاك"، قال البيهقيّ: إسناده ضعيف، فإن كان محفوظًا احْتَمَل أن يكون النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أرسل زيد بن أرقم قبل أن يجيء أبو موسى، فلما جاؤوا كان أبو موسى قد قعد على الباب، فراسَلَهم على لسانه بنحو ما أرسل به إليهم زيد بن أرقم، والله أعلم.
ووقع نحو قصة أبي موسى لبلال، وذلك فيما أخرجه أبو داود، من طريق إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن نافع بن عبد الحارث الخزاعيّ، قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حائطًا من حوائط المدينة، فقال لبلال: أَمْسِكْ عليّ الباب، فجاء أبو بكر يستأذن، فذكر نحوه.
وأخرجه الطبرانيّ في "الأوسط" من حديث أبي سعيد نحوه.
قال الحافظ رحمهُ اللهُ: وهذا إن صحّ حُمِل على التعدد، ثم ظهر لي أن فيه وَهَمًا من بعض روأته، فقد أخرجه أحمد عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، وفي حديثه أن نافع بن عبد الحارث، هو الذي كان يستأذن، وهو وَهَمٌ أيضًا، فقد رواه أحمد من طريق موسى بن عقبة، عن أبي سلمة، عن نافع، فذكره، وفيه: "فجاء أبو بكر، فاستأذن، فقال لأبي موسى، فيما أعلم: ائذن له".
وأخرجه النسائيّ من طريق أبي الزناد، عن أبي سلمة، عن نافع بن