للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أحدٌ متعمِّدًا عَصَى، لقوله تعالى: {وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب: ٥]؛ أي: فعليكم فيه الجُناح، والله تعالى أعلم، ولذلك قال بعده: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٥)} [الأحزاب: ٥]؛ أي: غفورًا للعمد، ورحيمًا برفع إثم الخطأ.

ومعنى قوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} أي: انسبوهم إليهم، ولذلك عدَّاه باللام، ولو كان الدُّعاء بمعنى: النداء لعدَّاه بالباء.

وقوله: {فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: ٥]؛ أي: فانسبوهم إليكم نسبة الأخوة الدينية التي قال الله فيها: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: ١٠]، والمولويَّة التي قال فيها: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: ٧]. وقد تقدَّم: أنه يقال: مولى على الْمُعْتِق، والْمُعْتَق، وابن العمّ، والناصر. انتهى (١).

وقوله: (قَالَ الشَّيْخُ … إلخ) هذا ليس من كلام مسلم، وإنما هو ملحق من تلامذة أبي أحمد الجلوديّ، تلميذ أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان تلميذ مسلم، ألحقه لعلوّه على إسناد مسلم، كما سنبيّنه.

و (أَبُوأَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى) بن محمد بن عبد الرحمن بن عمرو بن منصور الزاهد النيسابوريّ الْجُلُوديّ -بضْمّ الجيم- نسبة إلى سكة الجلوديين بنيسابور، تُوفّي في ذي الحجة سنة (٣٦٨ هـ) تقدّمت ترجمته في مقدّمة "قرّة عين المحتاج" جـ ١ ص ٦٣، فراجعه تستفد، وبالله تعالى التوفيق.

وقوله: (أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ) هو: محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، الإمام الحافظ الثقة، شيخ الإسلام، محدث خراسان، أبو العباس الثقفيّ مولاهم، الخراسانيّ النيسابوريّ، صاحب "المسند الكبير" على الأبواب و"التاريخ"، وغير ذلك.

مولده في سنة ست عشرة ومئتين، وذكر الحاكم وغيره: أن أبا العباس السراج مات في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة بنيسابور، ذكره الذهبيّ رحمه اللهُ في "السير" (٢).


(١) "المفهم" ٦/ ٣٠٦ - ٣٠٧.
(٢) راجع: "سير أعلام النبلاء" ١٤/ ٣٨٨، و"طبقات الحفّاظ" ص ٣١١.