يُحتاج إليه في الدُّنيا، لكن هي على حالة هي أعلى وأشرف، فأعدَّ فيها أمشاطًا، ومجامر، وأُلُوَّة، ومناديل، وأسواقًا، وغير ذلك مما تعارفناه في الدُّنيا، وإن لم نحتج له في الجنة؛ إتمامًا للنعمة، واكمالًا للمنَّة. انتهى كلام القرطبيّ -رحمه الله- (١).
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هذا الذي قاله القرطبيّ -رحمه الله- في توجيه المناديل لأهل الجنّة كلام نفيسٌ جدًّا، وحاصله: أن الله جعل في الجنة كل ما كان كمالًا في الدنيا، وإن لم يكن لأهل الجنّة حاجة إلى ذلك؛ فالمناديل، والأمشاط، والمجامر كانت لأهل الدنيا من الكمالات، بحيث إنها تكون لأهل الشرف، من الملوك، وأهل الفضل، إلا أنهم في الدنيا يحتاجون إليها لِمَا يُصيبهم من الأوساخ، ونحوها، وأما أهل الجنة، فلا يبولون، ولا يتغوّطون، ولا يبصقون، ولا يمتخطون، وإنما هذه الأشياء مجرّد كمالات لهم. اللَّهُمَّ إنا نسألك الجنة، وما قرّب إليها من قول، أو عمل، ونعوذ بك من النار، وما قرّب إليها من قول، أو عمل. آمين، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث البراء -رضي الله عنه- هذا متّفق عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٢٤/ ٦٣٢٨ و ٦٣٢٩ و ٦٣٣٠](٢٤٦٨)، و (البخاريّ) في "بدء الخلق"(٣٢٤٩) و"مناقب الأنصار"(٣٨٠٢) و"اللباس"(٥٨٣٦) و"الأيمان والنذور"(٦٦٤٠)، و (الترمذيّ) في "المناقب"(٣٨٤٧)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٥/ ٦٢)، و (ابن ماجه) في "المقدّمة"(١٥٧)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه"(١١/ ٢٣٥)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(٦/ ٣٩٤ و ٧/ ٣٧٥)، و (أحمد) في "مسنده"(٤/ ٢٨٩ و ٣٠١ و ٣٠٢) و"فضائل الصحابة"(١٤٨٧)، و (الحميديّ) في "مسنده"(٢/ ٥٠٦)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٧٠٣٥)، و (ابن سعد) في "الطبقات"(٣/ ٤٣٥)، و (الطبرانيّ) في