للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لأنهم كانوا لا يهمزون، فأبدلوا من الهمزة واوًا، ويُسمّون المسلمين الصُّباة، بغير همز، كأنه جَمْع الصابي غير مهموز، كقاض وقُضاة، وغاز وغُزاة، قاله في "اللسان" (١).

(فَأَشَار إِلَيَّ، فَقَالَ: الصَّابِئَ؟) بالنصب على الإغراء؛ يعني: أن الرجل بدلًا من أن يدلّني على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، دعا الناس إليّ، وأغراهم على أن يُلحقوا بي ضررًا قائلًا: الصابئ؛ أي: الزموه، واضربوه، ويَحْتَمل أن يكون "الصابئ" منصوبًا على المفعوليّة لفعل مقدّر مع أداة الاستفهام الإنكاريّ؛ أي: أتَذْكُر الصابئ؟.

(فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي)؛ أي: أهل مكة، (بِكُلِّ مَدَرَةٍ) واحدة المَدَرُ، مثل قَصَبة وقَصَب، وهو التراب المتلبد، قال الأزهريّ: المَدَرُ: قِطَع الطين، وبعضهم يقول: الطين العِلْك الذي لا يخالطه رَمْلٌ، والعرب تسمي القرية مَدَرَةً؛ لأن بنيانها غالبًا من المدر، وفلان سَيّدُ مَدرَتهِ؛ أي: قريته، قاله الفيّوميّ (٢).

(وَعَظْمٍ) معروف، جَمْعه: عِظامٌ، وأعظُمٌ، مثلُ سَهْمٍ، وسِهام، وأسهُم، (حَتَّى خَرَرْتُ) من باب ضرب، ونصر؛ أي: سقطت، حال كوني (مَغْشِيًّا عَلَيَّ)؛ أي: مغمًى عليّ، يقال: غُشي عليه كعُني غَشْيًا، وغَشَيانًا: أُغمي، فهو مغشيّ عليه، والاسم: الْغَشْيةُ، قاله المجد (٣)، وقال الفيّوميّ: غُشِيَ عليه بالبناء للمفعول غَشْيًا، بفتح الغين، وضمُّها لغةٌ، والغَشْيَةُ بالفتح: المرة، فهو مَغْشِي عليه، ويقال: إن الغَشْيَ يُعَطِّل الْقُوَى المحرِّكة، والأوردة الحسّاسة؛ لضعف القلب بسبب وجع شديد، أو برد، أو جوع مُفْرِط، وقيل؛ الغَشْيُ: هو الإغماء، وقيل: الإغماء امتلاء بطون الدماغ من بلغم بارد غليظ، وقيل: الإغماء سهو يَلْحَق الإنسان مع فتور الأعضاء لعلة. انتهى (٤).

(قَالَ) أبو ذرّ: (فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ)؛ أي: قُمت حين قُمت (كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ) بضمّ النون، والصاد، ويجوز تسكين الصاد، وهو الصنم والحجر


(١) "لسان العرب" لابن منظور ١/ ١٠٨.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٥٦٦.
(٣) "القاموس المحيط" ص ٩٥٠.
(٤) "المصباح المنير" ٢/ ٤٤٧ - ٤٤٨.