للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَقِيلَ كُل مِنْهُمَا يَقعُ فِي … مَوْقِعِ الآخَرِ (١) وَذَا قَدِ اصْطُفِي

لِبَعْضِهِمْ فَابْنُ الأَثِيرِ قَدْ ذَكَرْ … كَأَنَّهُ الأَشْبَهُ حَقِّقِ الْخَبَرْ

(عَمُودٌ) بفتح العين: جَمْعه: أعمِدةٌ، وعُمُدٌ بضمّتين، وبفتحتين، وقوله: (مِنْ حَدِيدٍ) متعلّقٌ بصفة لـ "عمود". (أَسْفَلُهُ)؛ أي: أسفل ذلك العمود، (فِي الأَرْضِ)؛ أي: غائص فيها، (وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ)؛ أي: مرتفع إليها، وجملة "أسفله" صفة لـ "عمود" بعد صفة، أو حال منه؛ لوصفه بالجارّ والمجرور، ومثله ما بعده. (فِي أَعْلَاهُ)؛ أي: في أعلى ذلك العمود، (عُرْوَةٌ) بضمّ، فسكون، قال في "التاج": الْعُرْوة بالضمّ من الدلو، والكوز: الْمَقْبِض، وعُرْوة القميص مَدخل زِرّه؛ كالْعُرْيِ، ويُكْسَرُ. انتهى (٢).

(فَقِيلَ لِي) لم يُعرف القائل، والله تعالى أعلم، ووقع في بعض النسخ: "فقيل له"، (ارْقَهْ) بهاء ساكنة، وهي هاء السكت، كما قال في "الخلاصة":

وَقِفْ بِهَا السَّكْتِ عَلَى الْفِعْلِ الْمُعَلّ … بِحَذْفِ آخِرٍ كَ "أَعْطِ مَنْ سَأَلْ"

وَلَيْسَ حَتْمًا فِي سِوَى مَا كَـ "عِ" أَوْ … كَ "يَعِ" مَجْزُومًا فَرَاعِ مَا رَعَوَا

ويَحْتَمِل أن تكون الهاء ضميرًا، عائدًا على "عمود"، فتكون مضمومة، والله تعالى أعلم.

(فَقُلْتُ لَهُ)؛ أي: للذي أمرني بالرقيّ على ذلك العمود: (لَا أَسْتَطِيعُ) الرُّقيّ، (فَجَاءَنِي مِنْصَفٌ) بكسر الميم، وفتحها، وسكون النون، وفتح الصاد المهملة، آخره فاء، فسّره بقوله: (قَالَ) عبد الله (بْنُ عَوْنٍ) الراوي عن محمد بن سيرين مفسّرًا للمِنصف: (وَالْمِنْصَفُ: الْخَادِمُ) وفي رواية البخاريّ: "والمِنصف الوَصِيف"، وهذا التفسير مُدرَجٌ من كلام ابن عون، كما صرّح به هنا في رواية مسلم (٣).

وقال النوويّ -رحمه الله-: الْمِنصف بكسر الميم، وفتح الصاد، ويقال: بفتح الميم أيضًا، وقد فسّره في الحديث بالخادم، والوصيف، وهو صحيح، قالوا:


(١) بنقل حركة الهمزة إلى اللام، ودرجها، وهو لغة، لا ضرورة، فتنبّه.
(٢) "تاج العروس" ١/ ٨٤٩٤.
(٣) فما قاله في "الفتح" من أن التفسير من ابن سيرين، فيه نظر لا يخفى، فتنبّه.