للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بما يؤذيها، لكن حَجَزها عن ذلك دينها، وعقلها، وورعها. انتهى (١).

وقال في "الفتح": قوله: "حصان" بفتح المهملة، قال السهيليّ: هذا الوزن يكثر في أوصاف المؤنث، وفي الأعلام منها، كأنهم قصدوا بتوالي الفتحات مشاكلة خفة اللفظ لخفة المعنى، وحصان من الحصين، والتحصين، يراد به الامتناع على الرجال، ومِنْ نَظَرهم إليها. انتهى (٢).

(رَزَانٌ) بفتح الراء، وتخفيف الزاي؛ أي: صاحبة وقار، وقيل: يقال: امرأة رزان: إذا كانت رزينة في مجلسها، والرَّزان والثَّقَال بمعنى واحد، وهي قليلة الحركة، وكلاهما على وزن فَعَال، بفتح الفاء، وهو يكثر في أوصاف المؤنث، وفي الأعلام (٣). (مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ) بضم التاء المثناة من فوقُ، وفتح الزاي، وتشديد النون؛ أي: ما تُتَّهم، وما تُرمى بريبة، يقال: أزننت الرجلَ: إذا اتهمته برِيبة، والرِّيبة بكسر الراء: التهمة. (وَتُصْبِحُ غَرْثَى) بفتح الغين المعجمة، وسكون الراء، وبالثاء المثلثة؛ أي: جائعة؛ يعني: أنها لا تغتاب الناس؛ إذ لو كانت مغتابة لكانت آكلة من لحم أخيها، فتكون شبعانة، لا جوعانة، ويقال: رجل غرثان، وامرأة غرثى، ويقال: وتصبح غرثى؛ أي: خميصة البطن، قاله في "العمدة" (٤).

وقال في "الفتح": وقوله: "غرثى" بفتح المعجمة، وسكون الراء، ثم مثلثة؛ أي: خميصة البطن؛ أي: لا تغتاب أحدًا، وهي استعارة فيها تلميح بقوله تعالى في المغتاب: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} [الحجرات: ١٢]. انتهى.

(مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ)؛ أي: العفيفات، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} الآية [النور: ٢٣] جعلهن الله تعالى غافلات؛ لأن الذي رُمين به من الشرّ لم يَهْمُمن به قطّ، ولا خَطَر على قلوبهنّ، فهنّ في غفلة عنه، وهذا أبلغُ ما يكون من الوصف بالعفاف (٥).


(١) "المفهم" ٦/ ٤٢١ - ٤٢٢.
(٢) "الفتح" ١٠/ ٤٤٠، كتاب "التفسير" رقم (٤٧٥٦).
(٣) "عمدة القاري" ١٧/ ٢١٢.
(٤) "عمدة القاري" ١٧/ ٢١٢.
(٥) "عمدة القاري" ١٧/ ٢١٢.