للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وبدعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمغفرة. انتهى (١).

(عَلَى جَيْشٍ)؛ أي: أميرًا على جيش، وذلك أن هوازن بعد الهزيمة اجتمع بعضهم في أوطاس، فأراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استئصالهم، فبعثه إليهم (٢).

وقوله: (إِلَى أَوْطَاسٍ) بفتح الهمزة، قال القاضي عياض -رحمه الله-: هو واد في دار هوازن، وهو موضع حرب حنين. انتهى، قال الحافظ -رحمه الله-: وهذا الذي قاله ذهب إليه بعض أهل السِّيَر، والراجح أن وادي أوطاس غير وادي حنين، ويوضّح ذلك ما ذَكَر ابن إسحاق أن الوقعة كانت في وادي حنين، وأن هوازن لمّا انهزموا صارت طائفة منهم إلى الطائف، وطائفة إلى بَجِيلة، وطائفة إلى أوطاس، فأرسل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عسكرًا، مقدّمهم أبو عامر الأشعريّ إلى من مضى إلى أوطاس، كما يدلّ عليه حديث الباب، ثم توجه هو وعساكره إلى الطائف، وقال أبو عبيدة البكريّ: أوطاس وادٍ في ديار هوازن، وهناك عسكروا هم وثقيف، ثم التقوا بحنين. انتهى (٣).

(فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ) "دُريد" بضم الدال، مصغَّر الدرد بالمهملتين، والراء، و"الصمة" -بكسر الصاد المهملة، وتشديد الميم- ابن بكر بن علقمة، ويقال: ابن الحارث بن علقمة الْجُشَميّ -بضم الجيم، وفتح الشين المعجمة- من بني جُشم بن معاوية بن بكر بن هوازن، والصمّة لقب لأبيه، واسمه الحارث، ودريد شاعر مشهور (٤).

(فَقُتِلَ دُرَيْدٌ) قال الحافظ: رَوَيناه على البناء للمجهول، واختُلِف في قاتله، فجزم محمد بن إسحاق بأنه ربيعة بن رُفيع -بفاء مصغرًا- ابن وهبان بن ثعلبة بن ربيعة السَّلميّ، وكان يقال له: ابن الذّعِنَة -بمعجمة، ثم مهملة، ويقال: بمهملة، ثم معجمة- وهي أمه، وقال ابن هشام: يقال: اسمه عبد الله بن قبيع بن أهبان، وساق بقية نَسَبه، ويقال له أيضًا: ابن الدغنة، وليس هو ابن الدغنة المذكور في قصة أبي بكر في الهجرة.


(١) "المفهم" ٦/ ٣٣٤٤٨.
(٢) "عمدة القاري" ١٧/ ٣٠٢.
(٣) "الفتح" ٩/ ٤٤٧، كتاب "المغازي" رقم (٤٣٢٣).
(٤) "عمدة القاري" ١٧/ ٣٠٢.