للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَإِنْ عَلَى ضَمِيرِ رَفْعٍ مُتَّصِلْ … عَطَفْتَ فَافْصِلْ بِالضَّمِيرِ الْمُنْفَصلْ

(وَأَخَوَانِ لِي، أَنَا أَصْغَرُهُمَا) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: هكذا في النسخ: "أصغرهما"، والوجه: "أصغر منهما". (أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ) بضم الباء الموحّدة، واسمه عامر بن قيس الأشعريّ، وقال أبو عمر: حديثه عن النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهُمَّ اجعل فناء أمتي بالطعن، والطاعون" (١). (وَالآخَرُ أَبُو رُهْمٍ) بضم الراء، ابن قيس الأشعريّ، وقال أبو عمر: كانوا أربع إخوة: أبو موسى، وأبو بُردة، وأبو رُهم، ومجديّ، وقيل: أبو رُهْم اسمه مجديّ، بنو قيس بن سُليم بن حَضّار بن حرب بن غنم بن عديّ بن وائل بن ناجية بن جماهر بن الأشعر بن أُدَد بن زيد (٢).

وقال في "الفتح": أما أبو بردة فاسمه عامر، وله حديث عند أحمد، والحاكم، من طريق كريب بن الحارث بن أبي موسى، وهو ابن أخيه عنه، وأما أبو رُهْم فهو بضم الراء، وسكون الهاء، واسمه مَجْدي، بفتح الميم، وسكون الجيم، وكسر المهملة، وتشديد التحتانية، قاله ابن عبد البر، وجزم ابن حبان في "الصحابة" بأن اسمه محمد، ويعكُر عليه ما تقدم قبلُ من المغايرة بين أبي رُهْم ومحمد بن قيس، وذكر ابن قانع، أن جماعة من الأشعريين أخبروه، وحققوا له، وكتبوا خطوطهم أن اسم أبي رُهْم: مَجِيلة بكسر الجيم، بعدها تحتانية خفيفة، ثم لام، ثم هاء. انتهى (٣).

(إِمَّا قَالَ: بِضْعًا) بكسر الباء الموحّدة، وسكون الضاد المعجمة، وقال ابن الأثير: وقد تُفتح الباء، وهو ما بين الثلاث إلى التسع، وقيل: ما بين الواحد إلى العشرة؛ لأنه قطعة من العدد، قال العينيّ -رَحِمَهُ اللهُ-:

[فإن قلت]: "في بضع" يتعلق بماذا؟ وما محله من الإعراب؟.

[قلت]: يتعلق بقوله: "فخرجنا"، ومحله النصب على الحال. انتهى (٤).

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "إما قال بضعة. . . إلخ" كذا صواب الرواية فيه بإثبات هاء التأنيث في "بضعة"؛ لأنه عدد مذكّر، وبالنصب على الحال من


(١) "عمدة القاري" ١٥/ ٦٠.
(٢) "عمدة القاري" ١٥/ ٦٠.
(٣) "الفتح" ٩/ ٣٢٨، كتاب "المغازي" رقم (٤٣٣٠).
(٤) "عمدة القاري" ١٧/ ٢٥٢.