التابعين، ثم طبقة أتباع التابعين، وسيأتي في رواية أبي الزبير التالية زيادة طبقة رابعة، وهي زيادة شاذّة، سيأتي الكلام عليها هناك - إن شاء الله تعالى -.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٥٣/ ٦٤٤٦ و ٦٤٤٧، (٢٥٣٢)، و (البخاريّ) في "الجهاد"(٢٨٩٧) و"الأنبياء"(٣٥٩٤) و"فضائل الصحابة"(٣٦٤٩)، و (أحمد) في "مسنده"(٣/ ٧)، و (الحميديّ) في "مسنده"(٢/ ٣٢٨)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٤٧٦٨ و ٦٦٦٦)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(٣٨٦٤)، و (ابن عساكر) في "تاريخ دمشق"(٢٠/ ٣٧٥ و ٣٧٦)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان بركة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وبركة أصحابه ببركة صحبته.
٢ - (ومنها): بيان بركة التابعين، وتابعيهم بسبب مصاحبتهم لأصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وصحبة من صاحبهم.
٣ - (ومنها): ما قاله القرطبيّ -رحمه الله-: فيه دليل واضح على صحّة نبوّة نبيّنا محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ مضمونه خبر عن غَيْب وقع على نحو ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - (١).
٤ - (ومنها): بيان الصالحين والضعفاء، ولذلك أورد البخاريّ هذا الحديث في "كتاب الجهاد" في "باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب"، ثم أورد حديث سعد بن أبي وقّاص - رضي الله عنه -؛ أنه رأى أن له فضلًا على مَن دونه، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "هل تُنصرون، وتُرزقون إلا بضعفائكم؟ "، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" بلفظ: "يُنصَر المسلمون بدعاء المستضعفين"، وأخرجه النسائيّ بلفظ:"إنما نَصَر الله هذه الأمة بضَعَفَتهم، بدعواتهم، وصلاتهم، وإخلاصهم"، ورواه أحمد، والنسائيّ بلفظ:"إنما تُنصرون، وتُرزقون بضعفائكم".