للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"صحيح مسلم"، وفي أكثر نُسخ بلادنا: "لأمة سوء"، ونقله القاضي عن رواية السمرقنديّ، قال: وهو خطأ، وتصحيف. انتهى (١).

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "أما والله لأمةٌ أنت شرها لأمة خير"؛ يعني بذلك: أنهم إنما قتلوه، وصلبوه؛ لأنَّه شر الأمة في زعمهم، مع ما كان عليه من الفضل، والدِّين، والخير، فإذا لم يكن في تلك الأمة شرّ منه، فالأمة كلها أمةُ خير، وهذا الكلام يتضمَّن الإنكار عليهم فيما فعلوه به. انتهى (٢).

(ثُمَّ نَفَدَ)؛ أي: مضى، وذهب إلى حاجته، (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ) - رضي الله عنهما - (فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ) بن يوسف بن أبي عَقيل الثقفيّ الأمير المشهور الظالم المبير، وقع ذِكره في "الصحيحين" وغيرهما، وليس بأهل أن يُروَى عنه، وَليَ إمرة العراق عشرين سنةً، ومات سنة خمس وتسعين (٣). (مَوْقِفُ عَبْدِ اللهِ)؛ أي: وقوفه على ابن الزبير، فالموقف مصدر ميميّ. (وَقَوْلُهُ)؛ أي: كلامه الذي سبق، ومخاطبته لابن الزبير، وهو مصلوب، (فَأُرْسَلَ) الحجاج (اِلَيْهِ)؛ أي: إلى ابن الزبير من يُنزله، ولم يُعرَف المرسل، (فَأُنْزِلَ) بالبناء للمفعول، (عَنْ جِذْعِهِ) بكسر الجيم، وإسكان الذال المعجمة: أي: عن الخشب الذي صُلب فيه، وقال الفيّوميّ - رحمه الله -: "الجِذْع" بالكسر: ساق النخلة، ويُسمّى سهم السقف جِذْعًا، والجمع جُذُوعٌ، وأجذاعٌ (٤).

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "فبلغ الحجاج موقف عبد الله … إلخ"، ظاهر هذا أنه إنما أنزله عن الخشبة لقول عبد الله وموقفه، وقد نقلنا: أن إنزاله كان عن سؤال عروة لعبد الملك في ذلك، فيجوز أن يكون اجتمع إذن عبد الملك، وموقف عبد الله، فكان إنزاله عنهما. انتهى (٥).

(فَاُلْقِيَ) بالبناء للمفعول أيضًا، (فِي قُبُورِ الْيَهُودِ)؛ أي: في المكان الذي يُدفن فيه اليهود، وهو الحَجون، (ثُمَّ أَرْسَلَ) الحجاج (إِلَى أمِّهِ)؛ أي: أم عبد الله بن الزبير (أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ) الصدّيق - رضي الله عنهما - بما، (فَأَتتْ) أسماء -رضي الله عنهما- (أَنْ


(١) "شرح النوويّ" ١٦/ ٩٩.
(٢) "المفهم" ٦/ ٥٠٣ - ٥٠٤.
(٣) "التقريب" ص ٦٥.
(٤) "المصباح المنير" ١/ ٩٤.
(٥) "المفهم" ٦/ ٥٠٤.