للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخرجه الثعلبيّ، فإن ثبت صاروا سبعة، وذكر البغويّ في "تفسيره" أن إبراهيم الخليل تكلم في المهد، وفي "سِيَر الواقديّ" أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - تكلم أوائل ما وُلد، وقد تكلم في زمن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مبارك اليمامة، وقصته في "دلائل النبوة" للبيهقيّ من حديث معرض -بالضاد المعجمة- والله أعلم.

على أنه اختُلف في شاهد يوسف، فقيل: كان صغيرًا، وهذا أخرجه ابن أبي حاتم، عن ابن عباس، وسنده ضعيف، وبه قال الحسن، وسعيد بن جبير، وأخرج عن ابن عباس أيضًا ومجاهد: أنه كان ذا لحية، وعن قتادة والحسن أيضًا: كان حكيمًا من أهلها. انتهى (١).

(عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) -عَلَيْهِ السَّلامُ -، (وَصَاحِبُ جُرَيْج) ثم شرح قصّة جُريج بقوله: (وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا، فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً) -بفتحِ الصاد المهملة، وسكون الواو- هي البناء المرتفع المحدَّد أعلاه، ووزنها فوْعَلة، من صَمَعتُ: إذا دَقّقت، سُميّت بذلك؛ لأنها دقيقة الرأس (٢).

(فَكَانَ فِيهَا، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ) وفي الرواية السابقة: "فجاءت أمه"، قال الحافظ -رَحِمَهُ اللهُ -: ولم أقف في شيء من الطرق على اسمها، وفي حديث عمران بن حصين: "وكانت أمه تأتيه، فتناديه، فيُشْرِف عليها، فيكلمها، فأتته يومًا، وهو في صلاته"، وفي رواية أبي رافع عند أحمد: "فأتته أمه ذات يوم، فنادته، قالت: أي: جريج أَشْرِفْ عليّ، أكلمك أنا أمك". (وَهُوَ يُصَلِّي) جملة حاليّة، (فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي، وَصَلَاتِي)؛ أي: اجتمع عليّ إجابة أمي، وإتمام صلاتي، فوفّقني لأفضلهما.

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "يا رب أمي وصلاتي" قولٌ يدلّ على أن جريجًا - رضي الله عنه - كان عابدًا، ولم يكن عالِمًا؛ إذ بادنى فكرة يُدرك أن صلاته كانت ندبًا، وإجابة أمه كانت عليه واجبة، فلا تعارُض يوجب إشكالًا، فكان يجب عليه تخفيف صلاته، أو قَطْعها، وإجابة أمه، لا سيما وقد تكرر مجيئها إليه، وتشوّقها، واحتياجها لمكالمته، وهذا كله يدلّ على تعيّن إجابته إياها، ألا ترى


(١) "الفتح" ٨/ ٦٨ - ٦٩، كتاب "أحاديث الأنبياء" رقم (٣٤٣٦).
(٢) "الفتح" ٨/ ٦٨ - ٦٩، كتاب "أحاديث الأنبياء" رقم (٣٤٣٦).