والطبرانيّ، من حديث أسامة بن شَرِيك:"قالوا: يا رسول الله من أحبّ عباد الله إلى الله؟ قال: أحسنهم خُلُقًا"، وفي رواية عنه:"ما خَيْر ما أُعطي الإنسان؟ قال: خُلُق حسن".
وحديثُ أبي الدرداء رفعه:"ما شيء أثقل في الميزان من حُسْن الخلق"، أخرجه البخاريّ في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والترمذيّ، وصححه هو وابن حبان، وزاد الترمذيّ فيه، وهو عند البزار:"وأن صاحب حُسْن الخلق ليبلغ درجة صاحب الصوم والصلاة"، وأخرج أبو داود، وابن حبان أيضًا، والحاكم، من حديث عائشة - رضي الله عنها - نحوه، وأخرجه الطبرانيّ في "الأوسط"، والحاكم، من حديث أبي هريرة، وأخرجه الطبرانيّ من حديث أنس نحوه، وأخرج أحمد، والطبرانيّ، من حديث عبد الله بن عمرو، وأخرج الترمذيّ، وابن حبان، وصححاه، وهو عند البخاريّ في "الأدب المفرد" من حديث أبي هريرة: "سئل النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن أكثر ما يدخل الناس الجَنَّة، فقال: تقوى الله، وحسن الخلق"، وللبزار بسند حسن، من حديث أبي هريرة، رفعه:"إنكم لن تَسَعُوا الناس بأموالكم، ولكن يَسَعُهُم منكم بَسْط الوجه، وحُسْن الخُلُق".
قال الحافظ: والأحاديث في ذلك كثيرة، وحَكَى ابن بطال تبعًا للطبريّ خلافًا، هل حسن الخلق غريزة، أو مكتسب؟ وتمسَّك من قال: إنه غريزة بحديث ابن مسعود: "إن الله قَسَم أخلاقكم، كما قَسَم أرزاقكم. . ." الحديث، وهو عند البخاري في "الأدب المفرد".
وقال القرطبيّ في "المفهم": الخُلُق جِبِلّة في نوع الإنسان، وهم في ذلك متفاوتون، فمن غلب عليه شيء منها، إن كان محمودًا، وإلَّا فهو مأمور بالمجاهدة فيه، حتى يصير محمودًا، وكذا إن كان ضعيفًا، فيرتاض صاحبه حتى يقوى. انتهى.
وقد وقع في حديث الأشجّ الْعَصَريّ عند أحمد، والنسائيّ، والبخاريّ في "الأدب المفرد"، وصححه ابن حبان:"أن النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن فيك لخصلتين، يحبهما الله: الحِلْم، والأناة، قال: يا رسول الله! قدِيمًا كانا فيّ، أو حديثًا؟ قال: قديمًا، قال: الحمد لله الذي جبلني على خلُقين يحبهما"، فترديده