للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كقوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة: ١٠٩]، وقوله -رضي الله عنه-: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: ٥٤].

وخرّج الإمام أحمد، والترمذيّ، من حديث الزبير بن العوّام -رضي الله عنه-، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "دَبّ إليكم داء الأمم قبلكم، الحسد، والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، حالقةُ الدين، لا حالقة الشعر، والذي نفس محمد بيده، لا تؤمنوا حتى تحابّوا، أوَ لا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم" (١).

وخرّج أبو داود، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال "إياكم والحسدَ، فإن الحسد يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب -أو قال -: العشب" (٢).

وخرّج الحاكم، وغيره، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "سيصيب أمتي داء الأمم"، قالوا: يا نبي الله، وما داء الأمم؟ قال: "الأَشَرُ، والبطرُ، والتكاثرُ، والتنافس في الدنيا، والتباغض، والتحاسد، حتى يكون البغي، ثم الْهَرْج" (٣).

وقِسْم آخر من الناس إذا حَسَد غيره لم يعمل بمقتضى حسده، ولم يبغ على المحسود بقول، ولا بفعل، وقد رُوي عن الحسن أنه لا يأثم بذلك، ورُوي مرفوعًا من وجوه ضعيفة، وهذا على نوعين:

أحدهما: أن لا يمكنه إزالة ذلك الحسد عن نفسه، ويكون مغلوبًا على ذلك، فلا يأثم به.

والثاني: من يحدّث نفسه بذلك اختيارًا، ويعيده، ويبدئه في نفسه،


(١) رواه أحمد، والترمذيّ، وغيرهما وفي سنده مولى الزبير راويه عنه لا يُعرف، وقد جوّد إسناده المنذريّ في "الترغيب والترهيب" ٣/ ٥٤٨، والهيثميّ في "مجمع الزوائد" ٨/ ٣٠، وحسّنه الشيخ الألبانيّ لغيره، والله تعالى أعلم.
(٢) ضعيف، في سنده رجل مجهول، وهو الراوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٣) صححه الحاكم، ووافقه الذهبيّ، وجوّد إسناده الحافظ العراقيّ في "تخريج الإحياء" ٣/ ١٨٧، وصححه الألبانيّ في "الصحيحة" ٢/ ٢٩٠.