٥ - (ومنها): بيان أنه لو لم يكن للمسلم شرّ سوى احتقاره لأخيه المسلم لكفاه ذلك شرًّا.
٦ - (ومنها): بيان تحريم كل المسلم على المسلم، دمًا، ومالًا، وعرضًا، فلا يجوز التعرّض له في شيء منها بسوء.
٧ - (ومنها): ما قاله القرطبيّ رحمه الله: يستفاد من هذا الحديث صرف الهمّة إلى الاعتناء بأحوال القلب، وصفاته، بتحقيق علومه، وتصحيح مقاصده، وعزومه، وتطهيره عن مذموم الصفات، واتصافه بمحمودها، فإنَّه لمّا كان القلب هو محل نَظَر الله تعالى، فحقّ العالِم بقَدْر اطّلاع الله تعالى على قلبه أن يُفَتِّش عن صفات قلبه، وأحوالها؛ لإمكان أن يكون في قلبه وصف مذموم يمقته الله تعالى بسببه.
٨ - (ومنها): ما قاله القرطبيّ رحمه الله أيضًا: إن الاعتناء بإصلاح القلب، وبصفاته مقدّم على الأعمال بالجوارح؛ لتخصيص القلب بالذكر مقدّمًا على الأعمال، وإنَّما كان كذلك؛ لأن أعمال القلوب هي المصحّحة للأعمال؛ إذ لا يصحّ عمل شرعيّ إلا من مؤمن، عالم بمن كلّفه، مُخلِصٍ له فيما يعمله، ثم لا يَكمُل ذلك إلا بمراقبة الحقّ فيه، وهو الذي عَبّر عنه - صلى الله عليه وسلم - بالإحسان، حيث قال:"أن تعبد الله كأنك تراه"، متفق عليه، وقد تقدَّم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"، متّفقٌ عليه.
٩ - (ومنها): ما قاله القرطبيّ أيضًا: إنه لمّا كانت القلوب هي المصحّحة للأعمال الظاهرة، وأعمال القلب غيبٌ عنّا، فلا يُقطع بمغيَّب أحد لِمَا يُرَى عليه من صور أعمال الطاعة، أو المخالفة، فلعل من يحافظ على الأعمال الظاهرة يعلم الله تعالى من قلبه وصفًا مذمومًا، لا تصحّ معه تلك الأعمال، ولعل من رأينا عليه تفريطًا، أو معصيةً يعلم الله من قلبه وصفًا محمودًا يغفر له بسببه، فالأعمال أمارات ظنية، لا أدلة قطعية، ويترتّب عليها عدم الغلوّ في تعظيم من رأينا عليه أفعالًا صالحةً، وعدم الاحتقار لمسلم، رأينا عليه أفعالًا