للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عَلِمَ، وأَخْطَأَ: بمعنى واحد لمن يُذنب على غير عمد، وقال غيره: خَطِئَ في الدِّين، وأَخْطَأَ في كلّ شيء عامدًا كان، أو غير عامد، وقيل: خَطِئَ: إذا تعمَّد ما نُهي عنه، فهو خَاطِئٌ، وأَخطَأ: إذا أراد الصواب، فصار إلى غيره، فإن أراد غير الصواب، وفَعَله، قيل: قَصَده، أو تعمَّده، والخِطْءُ: الذنب؛ تسميةً بالمصدر، وخَطَّأْتُهُ بالتثقيل: قلت له: أَخْطَأْتُ، أو جعلته مُخْطِئًا، وأَخْطَأَهُ الحقّ: إذا بَعُد عنه، وأَخْطَأَهُ السهمُ: تجاوزه، ولم يُصبه، وتخفيف الرباعي جائز. انتهى (١).

وقوله: (بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ)؛ أي: في هذين الزمانين، وأما تخصيص النهار في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ} [الأنعام: ٦٠]؛ لغَلَبة الذنب فيه (٢).

(وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا)؛ أي: بالتوبة، أو ما عدا الشرك إن شاء، جمعًا بين آيتي الزمر والنساء، أو بالاستغفار والأذكار، ونحوهما (٣). (فَاسْتَغْفِرُونِي)؛ أي: اطلبوا منّي مغفرة ذنوبكم (أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي)، وقوله: (فَتَضُرُّونِي) منصوب بعد الفاء السببيّة في جواب النفي، كما قال في "الخلاصة":

وَبَعْدَ فَا جَوَابِ نَفْيٍ أَو طَلَبْ … مَحْضَيْنِ "أَنْ" وَسَتْرُهَا حَتْمٌ نَصبْ

والمحذوف منه نون الرفع، والموجودة هي نون الوقاية، ومثله قوله: "فتنفعوني". (وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي) قال الطيبيّ؛ أي: لن تبلغوا لعجزكم إلى مضرّتي، ولا يستقيم، ولا يصحّ منكم أن تضرّوني، أو تنفعوني، حتى أتضرّر، أو أنتفع بكم؛ لأنكم لو اجتمعتم على عبادتي أقصى ما يمكن ما نفعتموني، ولا زدتم في ملكي شيئًا، ولو اجتمعتم كلّكم على عصياني ما ضررتموني، ولا نقصتم من ملكي شيئًا، فالقرينتان الأخيرتان كالنشر للأوَّلَيْن. انتهى (٤).


(١) "المصباح المنير" ١/ ١٧٤ - ١٧٥.
(٢) "المرقاة" ٥/ ١٥٦.
(٣) "المرقاة" ٥/ ١٥٦.
(٤) "الكاشف عن حقائق السنن" ٦/ ١٨٣٨.