للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَلَمْ أَرَ فَضْلًا صَحَّ إَلَّا عَلَى التُّقَى … وَلَمْ أَرَ عَقْلَا تَمَّ إِلَّا عَلَى أَدَبْ

وَلَمْ أَرَ فِي الأعْدَاءِ حِينَ خَبَرْتُهُمْ … عَدُوًّا يَفْعَلُ أَعْدَى مِنَ الْغَضَبْ (١)

٥ - (ومنها): ما نقله صاحب "التكملة" عن الغزاليّ أنه قد أطال في بيان حقيقة الغضب، وأقسامه، وذمّ ما يُذمّ منها، وعلاج ذلك، وحاصله: أن الغضب غريزة أودعها الله تعالى في قلب كل ذي روح، يغلي بها دم قلبه، وينتشر في العروق، ويرتفع إلى أعالي البدن، فلذلك ينصبّ إلى الوجه، ويحمرّ الوجه والعين، وإنما خلق الله هذه الغريزة؛ ليدافع بها الإنسان عن نفسه، وماله، وعِرْضه، فكلما استعمل الإنسان هذه الغريزة في أفعال مشروعة، كالجهاد، والدفاع عن نفسه، وأهله، كان حسنًا، وكلما استعملها في أفعال غير مشروعة، وصدر منه في ثوران الغضب ما لا يجوز فعله، كان قبيحًا، ومَن مَلَكَ نفسه في حالة ثوران الغضب، فأمسك نفسه عن العمل بمقتضاه، فهو القويّ الذي مدحه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذا الحديث، فمجرّد الغضب الذي يثور في قلب الإنسان بدون اختياره لا مؤاخذة عليه، ولكنّه إنما يؤاخذ بما يصدر منه في هذه الحالة، من أفعال غير مشروعة، فيحتاج إلى رياضة، ومجاهدة.

انتهى (٢)، وهو بحث مفيدٌ، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّلَ الكتاب قال:

[٦٦١٩] (. . .) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيةَ (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، كِلَاهُمَا عَنِ الأَعْمَش، بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَ مَعْنَاهُ).

رجال هذا الإسناد: ستة:

وكلّهم ذُكروا في الباب، وقبله.

[تنبيه]: رواية أبي معاوية عن الأعمش ساقها الإمام أحمد - رَحِمَهُ اللهُ - في "مسنده"، فقال:


(١) "الاستذكار" ٨/ ٢٨٧.
(٢) "تكملة فتح الملهم" ٥/ ٤٢٣ - ٤٢٤.