مرّتين، وفي رواية للبخاريّ:"فحج آدم موسى، فحج آدم موسى ثلاثًا"، قال في "الفتح": كذا في هذه الطرق، ولم يُكَرَّر في أكثر الطرق عن أبي هريرة، ففي رواية أيوب بن النجار كالذي هنا، لكن بدون قوله:"ثلاثًا"، وكذا لمسلم من رواية ابن سيرين، وكذا في حديث جندب، عند أبي عوانة، وثبت في حديث عمر بلفظ:"فاحتجّا إلى الله، فحج آدم موسى، قالها ثلاث مرات"، وفي رواية عمرو بن أبي عمرو، عن الأعرج:"لقد حجّ آدم موسى، لقد حجّ آدم موسى، لقد حج آدم موسى"، وفي حديث أبي سعيد عند الحارث:"فحج آدم موسى ثلاثًا"، وفي رواية الشعبيّ عند النسائيّ:"فخَصَم آدم موسى، فخَصَم آدم موسى".
واتفق الرواة، والنقَلة، والشرّاح على أن "آدم" بالرفع، وهو الفاعل، وشذّ بعض الناس، فقرأه بالنصب، على أنه المفعول، وموسى في محل الرفع على أنه الفاعل، نَقَله الحافظ أبو بكر بن الخاصية، عن مسعود بن ناصر السجزي الحافظ، قال: سمعته يقرأ: "فحج آدَمَ" بالنصب، قال: وكان قدريًّا. قال الحافظ: هو محجوج بالاتفاق قبله على أن آدم بالرفع، على أنه الفاعل، وقد أخرجه أحمد من رواية الزهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بلفظ:"فحجه آدم"، وهذا يرفع الإشكال، فإن رواته أئمة حفّاظ؛ والزهريّ من كبار الفقهاء الحفاظ، فروايته هي المعتمَدة في ذلك (١).
وقوله:(وَفِي حَدِيثِ) محمد بن يحيى (بْنِ أَبِي عُمَرَ) الْعَدنيّ، ثمّ المكيّ، (وَ) أحمد (بْنِ عَبْدَةَ) الضبّيّ، (قَالَ أَحَدُهُمَا: خَطَّ، وَقَالَ الآخَرُ: كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ) غرضه أن شيخيه ابن أبي عمر، وابن عبدة اختلفا في هذا اللفظ من الحديث، فقال أحدهما، ولم يعيّنه: خطّ لك التوارة بيده، وقال الآخر: "كتب لك التوراة بيده، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(١) "الفتح" ١٥/ ٢٣٥ - ٢٣٧، كتاب "القدر" رقم (٦٦١٤).