وقد أخرج الطبرانيّ من حديث المستورِد بن شدّاد، رفعه:"لا تترك هذه الأمة شيئًا من سَنَن الأولين حتى تأتيه"، ووقع في حديث عبد الله بن عمرو عند الشافعيّ، بسند صحيح:"لتركبُنّ سنة من كان قبلكم حُلْوها، ومُرّها"، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٣/ ٦٧٥٨ و ٦٧٥٩](٢٦٦٩)، و (البخاريّ) في "الأنبياء"(٣٤٥٦) و"الاعتصام"(٧٣٢٠)، و (الترمذيّ) في "الفتن"(٢١٩٥)، و (الطيالسيّ) في "مسنده"(٢١٧٨)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه"(١١/ ٣٦٩)، و (أحمد) في "مسنده"(٢/ ٣٠٤ و ٣٧٢ و ٥٢٣ و ٣/ ٨٤ و ٨٩ و ٩٤)، و (ابن أبي عاصم) في "السُّنَّة"(٧٤ و ٧٥) وفي "الزهد"(٢١٨)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٦٧٠٣)، و (الفريابيّ) في "صفة المنافق"(١٠١)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(٤١٩٦ و ٤٢٢٣)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): أن فيه بيان عَلَم من أعلام النبوّة، ومعجزة من معجزات النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، حيث أخبر مآل أمته، وأنها تتبع سنن الأمم الماضية، في قليلها، وكثيرها، فوقع كما أخبر - صلى الله عليه وسلم -.
٢ - (ومنها): ما قاله المناويّ رحمه الله: هذا الحديث لفظه لَفْظ الخبر، ومعناه النهي عن اتباعهم، ومنعهم من الالتفات لغير دين الإسلام؛ لأن نوره قد بَهَر الأنوار، وشريعته نسخت الشرائع، وذا من معجزاته - صلى الله عليه وسلم -، فقد اتبع كثير من أمته سنن فارس في مشيهم، ومراكبهم، وملابسهم، وإقامة شعارهم في الحروب، وغيرها، وأهلِ الكتابين في زخرفة المساجد، وتعظيم القبور، حتى عبدها العوامّ، وقبول الرشا، وإقامة الحدود على الضعفاء دون الأقوياء، وترك العمل يوم الجمعة، والتسليم بالأصابع، وعدم عيادة المريض يوم السبت، والسرور بخميس البِيض، وأن الحائض لا تمس عجينًا، إلى غير ذلك، مما هو