للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَمِثْلُهُ الْفُعَّالُ فِيمَا ذُكِّرَا … وَذَانِ فِي الْمُعَلِّ لَامًا نَدَرَا

(يُفْتُونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْم) بضم حرف المضارعة، من الإفتاء، وهو بيان الحكم، يقال: أفتى العالمً: إذا بَيّنَ الحكم (١). (فَيَضِلُّونَ) بفتح الياء ثلاثيًّا من الضلال؛ أي: يضلّون في أنفسهم، (وَيُضِلُونَ") بضم الياء، من الإضلال؛ أي: يُضلّون غيره، وفي رواية للبخاريّ: "يُستَفْتَون، فيفتون برأيهم، فيَضلون، ويُضلون وفي رواية محمد بن عجلان: "يستفتونهم، فيفتونهم وفي رواية هشام بن عروة: "فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضَلّوا، وأضلّوا"، قال في "الفتح": وهي رواية الأكثر، وخالف الجميع قيسُ بن الربيع، وهو صدوقٌ، ضُعِّف من قِبَل حفظه، فرواه عن هشام بلفظ: "لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلًا، حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم، فأفتوا بالرأي، فضلوا، وأضلوا"، أخرجه البزار، وقال تفرّد به قيس، قال: والمحفوظ بهذا اللفظ ما رواه غيره عن هشام، فأرسله.

قال الحافظ: والمرسل المذكور أخرجه الحميديّ في "النوادر"، والبيهقي في "المدخل" من طريقه، عن ابن عيينة، قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره كرواية قيس سواءً. انتهى (٢).

(قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمَّا حَدَّثْتُ عَائِشَةَ) -رضي الله عنه - (بِذَلِكَ)؛ أي: بحديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما -المذكور، (أَعْظَمَتْ ذَلِكَ)؛ أي: رأته عظيمًا (وَأنكَرَتْهُ) الظاهر أن إنكارها ليس تكذيبًا لعبد الله، ولا لعروة، وإنما ظنًّا منها في إمكان الخطأ، بالزيادة، أو النقص، أو نحو ذلك؛ لأن الإنسان عُرضة للنسيان، والله تعالى أعلم. (قَالَتْ: أَحَدَّثَكَ) عبد الله (أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ هَذَا؟)؛ أي: النصّ المذكور، (قَالَ عُرْوَةُ: حَتى إِذَا كَانَ قَابِل) "كان" هنا تامّة؛ أي: حتى إذا جاء العام القابل، (قَالَتْ) عائشة (لَهُ)؛ أي: لعروة: (إِنَّ ابْنَ عَمْرِو) -رضي الله عنهما - (قَدْ قَدِمَ) بكسر الدال؛ أي: أتى من مصر للحجّ، (فَالْقَهُ) تقدّم ضبطه. (ثُمَّ فَاتِحْهُ)؛ أي: افتح الكلام معه (حَتَّى تَسْأَلهُ عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرَهُ لَكَ فِي الْعِلْمِ)؛ أي: لتتأكّد من ضبطه. (قَالَ) عروة: (فَلَقِيتُهُ، فَسَاءَلْتُهُ) وفي رواية البخاريّ: "ثم إن


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٤٦٢١.
(٢) "الفتح" ١٧/ ١٨٦.