العلماء، أنها أيضًا للاتِّصال إلا أن يكون قائلها مدلسًا، فَبَيَّن مسلم ذلك.
[والثانية]: أنه لو اقتَصرَ على إحدى العبارتين، كان فيه خَلَلٌ، فإنه إن اقتصر على "عن" كان مُفَوِّتًا لقوّة "حدّثنا"، وراويًا بالمعنى، وإن اقتصر على "حدَّثنا" كان زائدًا في رواية أحدهما راويًا بالمعنى، وكل هذا مما يُجْتَنَب. انتهى كلام النوويّ رحمه الله، وهو بحثٌ نفيسٌ جدًّا، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي موسى الأشعريّ - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان"[٨٥/ ٤٥٢ و ٤٥٣ و ٤٥٤](١٧٩)، و (ابن ماجه) في "المقدّمة"(١٩٥ و ١٩٦)، و (أبو داود الطيالسيّ) في "مسنده"(٤٩١)، و (أحمد) في "مسنده"(٤/ ٣٩٥ و ٤٠١ و ٤٠٥)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٣٧٩ و ٣٨٠ و ٣٨١ و ٣٨٢)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(٤٤٨ و ٤٤٩ و ٤٥٠ و ٤٥١)، و (ابن خزيمة) في "التوحيد"(ص ١٩ - ٢٠)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٢٦٦)، و (ابن منده) في "الإيمان"(٧٧٥ و ٧٧٧ و ٧٧٨ و ٧٧٩)، و (البيهقيّ) في "الأسماء والصفات"(ص ١٨٠ و ١٨١)، و (البغويّ) في "شرح السنّة"(٩١)، و (الآجرّيّ) في "الشريعة"(ص ٣٠٤)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان استحالة النوم على الله كل سبحانه وتعالى؛ لكونه من النقائص.
٢ - (ومنها): أن الله تعالى يُعزّ من يشاء ويهدي من يشاء من عباده، كما قال عز وجل: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٦)} [آل عمران: ٢٦].
٣ - (ومنها): أن الأعمال ترفع إليه كل يوم وكلّ ليلة، وهذا معنى قوله عز وجل:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} الآية [فاطر: ١٠].