قال عياض: لم تتهم عائشة عبد الله -رضي الله عنهما-، ولكن لعلها نسبت إليه أنه مما قرأه من الكتب القديمة؛ لأنه كان قد طالع كثيرًا منها، ومن ثَمّ قالت: أحدّثك أنه سمع النبيّ -صلى الله عليه وسلم - يقول هذا؟ انتهى.
وعلى هذا فرواية معمر له عن الزهريّ عن عروة، عن عبد الله بن عمرو هي المعتمَدة، وهي في "مصنّف عبد الرزاق"، وعند أحمد، والنسائيّ، والطبرانيّ من طريقه، ولكن الترمذيّ لمّا أخرجه من رواية عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة قال: روى الزهري هذا الحديث عن عروة، عن عبد الله بن عمرو، وعن عروة عن عائشة، وهذه الرواية التي أشار إليها رواية يونس بن يزيد، عن الزهريّ، عن عروة، عن عائشة، أخرجه أبو عوانة في "صحيحه"، والبزار من طريق شبيب بن سعيد، عن يونس، وشبيب في حفظه شيء، وقد شذ بذلك.
ولمّا أخرجه عبد الرزاق من رواية الزهريّ، أردفه برواية معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عبد الله بن عمرو، قال: أشهد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال:"لا يرفع الله العلم بقبضه، ولكن يقبض العلماء. . ." الحديث.
وقال ابن عبد البرّ في "بيان العلم": رواه عبد الرزاق أيضًا عن معمر، عن هشام بن عروة، بمعنى حديث مالك، قال الحافظ: ورواية يحيى أخرجها الطيالسيّ عن هشام الدستوائيّ عنه.
ووجدت عن الزهريّ فيه سندًا آخر، أخرجه الطبرانيّ في "الأوسط" من طريق العلاء بن سليمان الرقيّ، عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكر مثل رواية هشام سواءً، لكن زاد بعد قوله:"وأضلوا عن سواء السبيل"، والعلاء بن سليمان ضعّفه ابن عبديّ، وأورده من وجه آخر عن أبي هريرة بلفظ رواية حرملة التي مضت، وسنده ضعيف، ومن حديث أبي سعيد الخدريّ بلفظ:"يقبض الله العلماء، ويقبض العلم معهم، فتنشأ أحداث ينزو بعضهم على بعض نَزْو العير على العير، ويكون الشيخ فيهم مستضعفًا"، وسنده ضعيف.
وأخرج الدارميّ من حديث أبي الدرداء قولَهُ: "رَفْعُ العلم ذهابُ