للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العلماء وعن حذيفة: "قَبْض العلم قَبْض العلماء وعند أحمد عن ابن مسعود قال: "هل تدرون ما ذهاب العلم؟ ذهاب العلماء"، وأفاد حديث أبي أمامة الذي أشرت إليه أوّلًا وقت تحديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث، والله تعالى أعلم.

قال الجامع عفا الله عنه: هذا الحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تخريجه، وبقيّة مسائله قبل حديثين، فأذكر هنا مسألتين لم تُذكرا هناك، فأقول:

(المسألة الأولى): أخرج البخاريّ -رحمه الله- هذا الحديث في "صحيحه فقال: (٦٨٧٧) - حدّثنا سَعِيدُ بن تَلِيدٍ، حدّثني ابن وَهْب، حدّثني عبد الرحمن بن شُرَيْحٍ، وَغَيْرُهُ، عن أبي الْأَسْوَد، عن عُرْوَةَ، قال. حَجَّ عَلَيْنَا عبد اللهِ بن عَمْرٍ و، فَسَمِعْتُهُ يقول: سمعت النبيً - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِنَّ اللهَ لَا يَنْرعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أعطاهموه انْتِزَاعًا، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ منهم معِ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ، فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ، يُسْتَفْتَوْنَ، فَيُفْتُونَ بِرَأيِهِمْ، فَيُضِلُّون، وَيَضِلُّونَ"، فَحَدَّثْتُ بِهِ عَائِشَةَ زَوْجَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللهِ بن عَمْرٍو حَجَّ بَعْدُ، فقالت: يا ابن أُخْتِي انْطَلِقْ إلى عبد الله، فَاسْتَثْبِتْ لي منه الذي حَدَّثْتَنِي عنه، فَجِئْتُهُ، فَسَأَلْتُهُ، فَحَدَّثَنِي بِه، كَنَحْوِ ما حدّثني، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَأَخْبَرْتُهَا، فَعَجِبَتْ، فقالت: والله لقد حَفِظَ عبد اللهِ بن عَمْرٍو. انتهى (١).

قال في "الفتح": قوله: "وغيره" هو ابن لهيعة أبهمه البخاريّ؛ لِضَعفه، وجَعَل الاعتماد على رواية عبد الرحمن، لكن ذكر الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر في الجزء الذي جَمَعه في الكلام على حديث معاذ بن جبل في القياس: إن عبد الله بن وهب حدّث بهذا الحديث عن أبي شُريح وابن لهيعة جميعًا، لكنه قدّم لفظ ابن لهيعة، وهو مثل اللفظ الذي هنا، ثم عَطَف عليه رواية أبي شريح، فقال بذلك.

قلت (٢): وكذلك أخرجه ابن عبد البر في باب العلم من رواية سحنون، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، فساقه، ثم قال ابن وهب: وأخبرني عبد الرحمن بن شُريح، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عبد الله بن عمرو بذلك، قال ابن طاهر: ما كنا ندري هل أراد بقوله بذلك اللفظ والمعنى، أو


(١) "صحيح البخاريّ "٦/ ٢٦٦٥.
(٢) القائل هو: صاحب "الفتح".